عادل يحيى الحداد – اليمن
الآن وبعد العشرية السوداء التي عاشتها سورية وامتنا العربية بضجيج ادعياء الثورات المزعومة تخرج راية ثورة حملتها سواعد شرفاء البعث المناضلين في الثامن من آذار عام 1963 لترفرف بكل اشراقة في سماء سورية وتخفق لها قلوب القوميين العرب أينما كانوا.
لقد شكل منتصف عام 1961 نكسة في المشروع القومي بسيطرة القوى الانعزالية على مقاليد الحكم في الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة معلنين سلخ هذه الإقليم عن المشروع الوحدوي الذي لو بقي لكان وضع المنطقة مختلفاً كما قال نزار قباني ذات يوم
لو أننا لم ندفنِ الوحدة في التراب
لو لم نمزقْ جسمها الطري بالحرابِ
لو بقيتْ في داخل العيونِ والأهدابِ
لما استباحتْ لحمَنا “الكلا… “
لم يتأخر الفكر القومي في التمدد في أوصال المجتمع السوري الذي ينبض كل بيت فيه بهذا الفكر الذي ينادي بوحدة امة من المحيط الى الخليج ، ولذلك التف جماهير الشعب العربي السوري في الثامن من آذار عام 1963 خلف ثورة جاءت ملبية لطموحاته في إعادة سورية كقاطرة للمشروع القومي الملبي لحاجة الوطن والمواطنين اولاً من حيث الخدمات الأساسية في مجال الصحة والزراعة والتعليم والكهرباء التي تحمل عبء تلبيتها القطاع العام الذي تمدد في الانتشار الأفقي على امتداد جغرافية سورية كاسراً احتكار المدن عادةً لهذه الخدمات لتصل الى اقصى ارياف المدن التي نعمت بنتائج ثورة الثامن من آذار على مبدأ المساواة وحق الجميع في جني ثمار ثورة جاءت نابعة من الشعب ومن أجل الشعب.
وكما كان لهذه الثورة المجيدة بعدها الوطني فإن بعدها القومي قد وصل مداه ليلامس شواطئ المحيط الأطلسي والخليج العربي ، الذي جعل من سورية قبلة القوميين العرب وصمام أمان للدفاع عن قضايا أمتنا العربية منذ الأيام الأولى للثورة ، وتعززت اكثر بالحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد التي استطاعت تجسيد الأفكار الى واقع بالاعتماد على الذات ووضع الخطط والاستراتيجيات لخوض اشرس معركة من اجل اقدس قضية وهي الصراع ضد الكيان الصهيوني الذي تم كسر شوكته في حرب 1973 رغم الدعم اللامحدود لهذا الكيان من أمريكا ودول الغرب.
ستبقى هذه الثورة تحمل في مضامينها املاً لجماهير امتنا في سورية وفي الوطن العربي في إعادة البناء للبشر والحجر معاً ، ثورة بناء وتطوير لا “ثورة” هدم وتخريب وإرهاب ، وعلينا ان نعي ان الحرب التي تم فرضها على سورية هي في جوهرها حرب على كرامة هذا البلد واستقلاله وسيادته التي لا تقبل الإملاءات او فرض الوصايات او القبول بالتفريط بأي ذرة تراب ، وان سورية ستبقى منتصرة بقيادة الرئيس بشار الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يمثل مبادئ وكرامة أمة بشجاعته وحكمته وقدرته على المواجهة والتمسك بالحقوق الوطنية والقومية لأمتنا العربية رغم كل الظروف.
رقم العدد 16339