” بيرويا ” فرقة شبابية … تحيي التراث الحلبي .. وتقدم المعلومة المعرفية للأطفال … أعضاء الفرقة : ” الريح التي لا تقسمني تقويني” … نطمح الوصول إلى العالمية

الجماهير – أسماء خيرو

قيل إن الأعمال التي تحمل آلام الإنسان ومشكلاته وتطلعاته هي التي ترتفع فوق الزمن والأيام والأحداث لتبقى كمنارات ، وإنه في وسع العطاءات الجيدة أن ترفرف عبر العالم كما ترفرف أسراب السنونو “. أقوال كانت تتداعى إلى خاطري في خضم حديثي ولقائي مع أعضاء فرقة ” بيرويا “الغنائية الذي تجاوز النصف ساعة في استديو محمد خليلو الكائن بالقرب من قلعة حلب في سوق الزرب في المدينة القديمة، والذي كان كفيلا بأن أكون فكرة عامة عن مواهب خلاقة تستلهم أعمالها من البيئة المحيطة بهم والأحداث. شباب وشابات يشكلون ظاهرة جميلة لوهج الحياة المتدفق ، رسموا بالجهد والأصالة والإيمان حلمهم الغنائي والمسرحي بالرغم من صغر سني عمرهم ، رفقاء درب واحد اجتمعوا على الصدق وحب الوطن ليؤسسوا فرقة شبابية تعنى بتقديم الأعمال المسرحية التي تضيء على هموم ومشكلات المواطن الحلبي إضافة إلى إعادة إحياء أغاني التراث والطرب الأصيل ..

وفي حديث” للجماهير ” مع عدد من أعضاء فرقة بيرويا مايفيد ويوضح كيف تم التأسيس والصعوبات والطموحات ..

* البدء والتأسيس
الحديث عن التأسيس كان مع كل من المصور والمونتاج والداعم النفسي للفرقة محمد خليلو والمشرفة الفنية العامة للفرقة شهرزاد ابراهيم إذ لم تحظ الجماهير بالحديث مع مؤسس ومدير الفرقة رائد صابر لالتحاقه بالخدمة الإلزامية في الجيش العربي السوري، إذ أكدا بأن الفرقة أسست في ١ / ١ / عام ٢٠٢١ بعد أن تم الاتفاق مع مدير ومدرب الفرقة صابر ، على اسم ” بيرويا” المقتبس من زيارة اليونانيين لمدينة حلب حين أعجبوا بجمالها وروعتها فأطلقوا عليها اسم “بيرويا ” ويعني الملكة الفاتنة الفائقة الجمال ، والزي الموحد باللون الأبيض للرمز على السلام الحقيقي البعيد كل البعد عن إراقة الدماء البريئة والطاهرة واختيار أعضاء الفرقة ال / ١٣ /شابا وشابة الذين تتراوح أعمارهم مابين ( ١٥ وال ٢٥عاما ) .

وبالسؤال عن سبب تقديم الأغاني التراثية حصرا دون الشبابية أضاف المونتاج خليلو قائلاً بأن الأغاني الحلبية التراثية بدأت بالاندثار وخاصة بين جيل الشباب – لم يعد أحد من جيل الشباب يستمع لها لذلك أردت أن أعيد إحياء التراث بطريقة متجددة شبابية حتى أكون الحامل والوارث لهذا التراث العريق ، ولن أفكر يوما بأن اتجه نحو الأغنية الشبابية الفارغة المحتوى والمعنى ، أو أن أقدم الأعمال المسرحية الهدف منها فقط التسلية أو تمضية الوقت ، الأعمال التي سأنتجها مستقبلا أنا وأعضاء الفرقة يجب أن تقدم مايفيد وطني، أن تسلط الضوء على هموم ومشكلات الإنسان السوري الذي مازال صامدا بالرغم من الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة عليه …

الفرقة تقوم بتقديم نشاطاتها وفعالياتها في مناطق مختلفة من حلب منها( الفرقان، وأدونيس ، والقلعة، المحافظة ) إذ تتضمن الأنشطة إضافة إلى تقديم الأغاني التراثية توزيع الهدايا وطرح الأسئلة المعرفية العامة على الأطفال ، وهي بذلك النهج تحافظ على الهوية التراثية الوطنية وتقدم المعلومة المفيدة والتربوية للأطفال .
أراد المصور والمنتج خليلو من تأسيس الفرقة أن يحارب بالعلم والتراث ، كما كان يحارب بالسلاح، إذ خدم لأكثر من ثماني سنوات جنبا إلى جنب أبطال الجيش العربي السوري ومنذ أن تسرح من الجيش، بدأ يفكر بعمل شيء مفيد له ولوطنه سورية فالتقى بمؤسس الفرقة وممولها الفكري والفني المدير صابر ، واتفقا على التأسيس وفق معايير كان أهمها الالتزام وحب الوطن . الفرقة تقوم بالتدريب على أعمالها الغنائية والمسرحية في صالة معاوية ، وبالرغم من أن الفرقة لم يمض على وجودها في الساحة الفنية سوى بضعة أشهر إلا أنها لاقت نجاحاً وقبولاً ملحوظاً في الوسط الحلبي، حتى أن أصداء نجاح الفرقة وصلت إلى خارج مدينة حلب …

* طموح وأمنيات
-أعضاء الفرقة شعارهم في الحياة ( الريح التي لاتقسمني تقويني ) منه يستمدون القوة والصمود، مايميزهم التوافق والانسجام فيما بينهم والحماس المتدفق الذي يتلمس الطريق الصحيح، فالعاطفة الوطنية التي يمتلكونها والأهداف السامية التي يريدون تحقيقها للوهلة الأولى تمدك بانطباع وإحساس بولادة مجموعة من الفنانين، سألت “الجماهير” عدداً منهم عن سبب انضمامهم وطموحاتهم ، إذ لم يتسن لكل من ( أليسار كرم ، أمير جنيدي ، عبد الله عزيزي) بأن تلتقي بهم “الجماهير” والتحدت معهم لظروف خاصة بهم ….

الشاب خليلو طموحه بأن يمثل مدينته حلب في الأوساط الثقافية العالمية من خلال الأعمال التي سينتجها مستقبلاً لفرقة بيرويا ، بغية أن يغير الأفكار المغلوطة التي تكونت عن الشباب السوري في العالم ليريهم بأن سورية مازال فيها شباب متجدد ومثقف متشبث بأرضه ويفتخر بوطنه سورية ويجتهد ليحافظ على الهويةالسورية..
الشابة شهرزاد إبراهيم طموحها بالنجاح والتفوق لم ينسها التمني لمدينتها حلب بأن تعود كما كانت متألقة بأناسها الطيبين الذين كان يجمعهم القلب الواحد.

الشابة ” سالي العلي” تمتلك موهبة الغناء والكثير من الأحلام، انضمامها للفرقة كان لإثبات ذاتها وبأنها قادرة على أن تقف وتحقق حلمها بالغناء في مجتمع مازال ينظر لغناء المرأة مهنة لاضرورة منها ولايجب أن تخوضه المرأة ..

فيما الشاب وائل شب انضم لفرقة بيرويا لأجل أن يصقل موهبته في الغناء ويصبح مطرباً مشهورا.

الشاب محمود هنداوي كان يماثلهم بالأحلام ولكن كان طموحه أكبر، فالانضمام يعتبره خطوة أولى نحو طريق النجاح والشهرة.

الشاب محمود زراع بالرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز الخامسة عشر، من حديثه تستشف روح شاب فيها قدر كبير من المسؤولية، يطمح من انضمامه للفرقة بأن يؤدي أدواراً اجتماعية تعكس معاناة أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة..

* صعوبات وخطط مستقبلية

وفي الحديث عن الصعوبات التي عانت منها الفرقة الحديثة عهد، في التأسيس والخطط المستقبلية، يكمل المصور والمونتاج خليلو : كان هناك الكثير من الصعوبات والتحديات التي واجهتنا ولكن أكثرها تأثيراً فقدان التحفيز والتشجيع وخاصة من أهالي أعضاء الفرقة مما كان له الأثر الكبير على أدائنا أثناء التدريب وبالرغم من ذلك لم يثننا ذلك عن المتابعة والاستمرار لتقديم الأعمال الفنية الجيدة التي لاقت استحسان الجمهور الحلبي . فمانرنو له مستقبلاً إضافة لأن نمثل سورية عالميا ، إنتاج الأغاني الوطنية الهادفة التي تعكس هوية الإنسان السوري، وبالفعل يتم حاليا التحضير لإنتاج أغنية وطنية خاصة بفرقة بيرويا بعنوان ( بالدم رح نبصم )..
وفي ختام لقاء الجماهير تمنى جميع أعضاء الفرقة بقلب صادق الشفاء العاجل للرئيس بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء الأسد آملين عودة مدينتهم حلب إلى ألقها السابق كما كانت قبل الحرب وأن تنعم بالأمن والأمان والاستقرار والمحبة .
رقم العدد 16351

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار