الجماهير – عتاب ضويحي
يحتفل العالم بيوم العطاء الذي لا ينتظر المقابل، بالحنان الذي لا ينضب ماؤه، وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تختلف مضامينها ومعانيها ورسائلها ولكنها تصب في ذات المصب “عيد الأم”.
تقلب صفحة الفيس بوك لتجد من يعايد أمه ويتمنى دوام الخير لها ولكل أمهات العالم.
تسحب إصبعك للأعلى لتقرأ منشوراً يعظّم ما قدمته أمه، وكيف كانت الكتف الحنون والملاذ الدافئ، تسحب مرة أخرى تقع عيناك على كلمات خجولة كتبت بيد ترتجف وربما بللها دمع العين ترثي الأم الراحلة، تاركة برحيلها أيما وجع وألم،
تتابع المسير وتقّدر من منشور صاحبه حجم التقصير تجاه أمه، وبخل رد الجميل تجاه عطاياها التي ليس لها حد ولا مقابل يساويها ،على عكسه تعتز بتلك الفتاة التي كتبت منشوراً وتستثني أمها من رؤيته، لتقطع وعداً على نفسها بأن تريها إياه ذات يوم بعد تحقيق ما وعدت ورد الدين لها .
طاقة إيجابية بمنشور يقّدس مهام الأم اليومية ويراها من أعظم النعم، وآخر يكتب سأنام مطمئناً ومستنداً على دعاء أمي.
دون أن تمر عليك بوستات الظل الخفيف، لتبكي بسرك وتضحك علناً عندما تقرأ أن أحدهم أهدى أمه عبوة زيت سعة ليتر في يوم الأم، وتقف رحلة التصفح عند من اكتفى بكتابة “أمي” وعندها ينتهي الكلام… !
رقم العدد 16352