القس نصير: الكنيسة لا تحمل البعد التعبدي فقط بل تنخرط في القضايا الاجتماعية والإغاثية والتأهيلية للمجتمع
الجماهير – أنطوان بصمه جي
بيّن رئيس الكنيسة الإنجيلية بحلب القس إبراهيم نصير لـ ” الجماهير” أن دور قادة الكنيسة وقادة المجتمع المحلي حالياً هو لعب دور تنويري وتوعوي ومن أهم المشاكل التي تواجه المجتمعات والتي كشفت بعض العيوب في المرحلة الراهنة هي مشكلة التماسك الاجتماعي وتفضيل الانتماءات الثانوية على حساب الانتماء الأساسي أي المواطنة، مؤكداً أن الكنيسة دورها ليس روحياً فقط بل يكمن دورها في لعب دور هام من خلال زرع مفاهيم تبني مجتمع صحي يسوده القانون ويكون فيه الجميع متساوين أمامه.
وأضاف القس نصير أن الكنيسة الإنجيلية العربية بدأت بالتفكير بلعب دورها في بعض الجلسات الحوارية والتوعوية من خلال التركيز على أهمية دور الشباب في قيادة المجتمع من خلال بناء جسور بين مكوناته، بينما ينشغل البعض ببناء جدران، بالإضافة إلى إعطاء الأهمية لفتح ثقافة الحوار والاستماع إلى الآخر مع وجود التباين، فدور الكنيسة الأساسي ليس تعبدياً فقط بل يكمن في المساهمة بانتقال المجتمع والسمو بهي إلى حالة أكثر صحية وارتباطية بمفهوم المواطنة.
وأضاف نصير أن الكنيسة الإنجيلية العربية لعبت أدوراً كثيرة في أرياف حلب وفي مقدمتها الدور الإعلامي من خلال تواجد الكنيسة على ساحات الإعلام والتركيز على الحفاظ على الوطن ودعم ما هو شرعي ودستوري، كذلك لعبت الدور الإغاثي من خلال مد يدها للجميع ومحاولة تقديم الإمكانيات المتوفرة لتخفيف معاناة الناس من خلال توزيع سلل غذائية وصحية والدخول في تجربة تقديم المعونات للنازحين والمهجرين، وهنا جسدت الكنيسة ما قاله السيد المسيح “كنت جائعاً فأطعمتموني كنت عطشاناً فسقيتموني” وقدمت الكنيسة الإنجيلية العربية في حملة النزوح الأولى التي أدت لتوافد المهجرين قسراً من منازلهم إلى مراكز الإيواء في جبرين وكذلك في الكلاسة و كرم القاطرجي وتجسد الدعم فعلياً منذ أسابيع اثناء زيارة ريف الرقة وتحديداً في منطقة دبسي عفنان التي تبعد أكثر من 130 كم عن مدينة حلب بالتعاون مع فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي وبعض الفعاليات الأهلية والمدنية حيث حاولت الكنيسة تقديم الجهود من خلال وجود 30 متطوعاً من أبناء الكنيسة والعمل على تقديم 100 سلة غذائية و 100 بطانية بالإضافة لتوزيع سخانات كهربائية وبيجامات صوفية وذلك للمساهمة في تخفيف آثار المعاناة من أبناء الرقة التي عانت من إرهاب د.ا.ع.ش فوجود أبناء الكنيسة هناك يحمل مؤشر واضح بأن الجسد واحد.
وعن الخطط المستقبلية، أكد القس نصير أنه يتم التعاون مع محافظة حلب للعمل في ريف حلب في منطقة تل الضمان ودعم بعض المشاريع الزراعية والعمل في منطقة بعيدين والهلك مشاريع إغاثية وتنموية كتنمية مصادر التمويل والتخلي عن فكرة انتظار المساعدات، مبيناً أن الكنيسة تعمل بحسب موروثها الذي لا يحمل فقط البعد التعبدي بل يحمل أيضاً البعد الاجتماعي والإغاثي والتأهيلي بالإضافة إلى جميع شريحة الشباب من أطياف المجتمع كافة ومحاولة بناء فكرة التماسك الاجتماعي، مؤكداً أن الكنيسة ليست مدعوة فقط أن تسمو فوق مجتمعها بل أن تقوده إلى حالة من السمو الذي يخلق تعاضد وتكامل وهو السر الأساسي لنجاح المجتمعات البشرية.
تصوير: هايك أورفليان
رقم العدد 16354