الجماهير – رفعت الشبلي
تحدثت و تتحدث وسائل الإعلام بكل مكوناتها عن عمالة الأطفال، وكثيرا ما اجرينا لقاءات و تحقيقات بهذا الخصوص ، حتى كدت ان انسى هذا الموضوع لولا اني جلست اليوم بجانب احد الأطفال بالسرفيس متوجها إلى عملي ودار بيننا حديث قصير جدا :
لوين رايح عمو – بدأت كلامي – نظر إلى بعيون بريئة وتعبة من قسوة الحياة .. إلى عملي ” ع الشغل عمو ع الشغل ” .
شو شغلك ؟ وين عم تشتغل ؟
بورشة خياطة صانع بالجابرية.
كم الأجرة بالاسبوع.. ستة آلاف ليرة سورية ، طيب عمو من اي ساعة عملك ؟
من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الثامنة مساء .
عمو انت بالمدرسة .. اي صف ؟
انا نجحت ع الصف الخامس .
في هذا اللقاء المستعجل و الذي استمر لعدة دقائق خطر ببالي الكثير من الأسئلة حول ما الذي جعل مثل هذا الطفل يتوجه هو و مئات الأطفال بحلب إلى عمل شاق و بأجر لا يكفي حتى شراء حذاء مناسب له .
على من تقع المسؤولية على مديرية التربية ام على الاهل ام على الغلاء الفاحش و الذي يودي بحياة الكثيرين ؟
على من تقع المسؤولية .؟؟ على مديرية التربية ومشكلة التسرب من المدارس .؟؟ أم على مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل .؟ ام على الاهل والمجتمع .؟؟
تساؤلات تحتاج الى دراسة معمقة تفضي الى معالجة ناجعة لمشكلة عمالة الأطفال .