في حوار « للجماهير » ..نور_كويفاتي .. موسيقية بعطائها المتفاني وإحساسها المرهف ..إبداع بلا حدود. 

الجماهير || زُهيدة هورو
مابين جنبات الحياة ومافيها من تفاصيل وكأنها البيانو بمفاتيحها البيضاء والسوداء ، تتجلى تلك الأنثى برقي ورقة نغماتها لتصدح بعذوبة صوتها فتنير ظلمة الكون بنورها وجمال كل مافيها وليصمت ذاك الضجيج أمام عظمة مبدعيها، نعم هي هكذا وأكثر، عن الموسيقا أتحدث .
نور سمير كويفاتي من إحدى مبدعات الموسيقا وحوارٍ موسيقيً مع « الجماهير» ..
* البدايات
بداية الكلام مع نور عن ذاك النور الموسيقي وبداية بزوغه في حياتها لتبدأ حديثها قائلة: أنا أنحدر من عائلة فنية خلقت ونشأت ببيت يسوده جو الموسيقا التي كانت جزءا هاما وأساسيا لاينفصل عن حياتنا كأسرة فنية. كانت الموسيقا حاضرة معنا وبكل الأوقات تشربنا من جماليتها الكثير أنا وأخوتي وكل ما تذوقناه حينها كان منتقاة من والديّ الحريصين على جودة ما كنا نصغي إليه من كلمة ولحن ، هذا ما أدى إلى تطوير الموهبة والذائقة الموسيقية لدينا منذ ذلك الوقت، إذ تعلمنا وتربينا على أناقة ورقي كل مافي الموسيقا والذي كان ذا قيمة فنية عالية وكبيرة ، إضافة إلى كل ذلك وجود الآلات الموسيقية والتي كانت حاضرة  في زوايا و أركان بيتنا، وخاصة البيانو، وكأسرة فنية وجود تلك الآلات الموسيقية في بيتنا هو شيء أساسي وهام ولا يمكننا الاستغناء عنه. وتتابع حديثها: وبشغف مابين هذه العائلة المحبة للفن وذاك البيت المليء بأصوات الموسيقا عزفا وغناء وبفضل والديّ تعلمت وتعلقت بالموسيقا وأنا في سن مبكرة، من خلالهم أيقنت روحي عظمتها وأهميتها، فمثلما لدي واجبات دراسية كأي طفل أؤديها أضيف على ذلك شغفي وعشقي الموسيقي و التدريبات المستمرة بكل ما يخص الموسيقا بشكل عام، تحديدا الغناء والعزف على آلة البيانو .
* المدرسة الموسيقية الاولى
و عن مدرستها الموسيقية الأولى والدتها الراحلة القديرة ميادة بسليس ووالدها الموسيقي الكبير سمير كويفاتي، وعن تلك المدرسة تكمل كويفاتي حديثها بالقول:  نعم والدايّ هم مدرستي الموسيقية الأولى، منهم صقلت شخصيتي الموسيقية، كنت حاضرة معهم وباستمرار بكل ما يخص عملهم من تحضيرات وبروفات لوالدي العازف على آلة البيانو يرافقه صوت والدتي غناء، كل هذا وكل تلك التفاصيل علمتني بأن الموسيقا ليست للهو  أو التسلية بل العكس هي جوهرة الحياة السامية وبكل ما فيها ، كما تعلمت أن الظهور على خشبة المسرح مسؤولية كبيرة، فالواجب من الموسيقي أن يتمرن لوقت كاف وبجهد كبير، هكذا تعودت أن أرى في تلك الحالة والديّ أثناء التحضيرات للحفلات ليقدما نتاجهما الفني بالشكل اللائق والمطلوب ، هذا وأنا في عمر السبعة أعوام وبتخطيط من والديّ، خاصة والدي سمير لأكمل رسالته على البيانو من خلال تعلم مهارات العزف على الآلة وهو أيضا من رسم مستقبلي الموسيقي منذ البداية، من المؤكد كنت سعيدة بذلك وبدأت رحلتي كما ذكرت وأنا ابنة السبعة أعوام لأنتقل بعدها للالتحاق بالمعهد العربي للموسيقا ” صباح فخري ” حالياً ، لأتخرج منه بعد أن أتممت الخمس سنوات من تعلم أصول العزف على آلة البيانو وبقيت مستمرة مع الآلة إلى مابعد التخرج ولم أذكر بأنني انقطعت عنها يوما .
* حفل منفرد
وعن الشعور الأول لنور بالمشاركة بحفل منفرد لآلة البيانو بينت لنا عن أهمية تلك المشاركة وشعورها بتحمل المسؤولية الكبيرة  كونها كانت الأولى في حياتها عام 2006 كعازفة صولو ، وأضافت: بدأ والدي يظهرني معه ومع والدتي للمشاركة بحفلاتهما، وعلى خشبة المسرح بدأت رحلتي معهما تدريجيا، في البداية اقتصرت مشاركتي كمغنية كورال ومن ثم الانتقال بعدها لمرحلة العزف على آلة البيانو وبشكل كامل ومطلق لأشارك والدتي حفلاتها في سورية وخارجها ، لتكمل نعم والدي سمير ووالدتي ميادة هم مدرستي الموسيقية الأولى وأفتخر بذلك،  منهم تعلمت ونهلت كل ما يتعلق بالموسيقا .
* الموسيقا و خشبة المسرح
وعن تلك العلاقة التي تجمعها بالموسيقا وخاصة البيانو وعن الحالة التي تعيشها على خشبة المسرح  قالت:  إن الموسيقا غدت جزءا مهما من تفاصيل حياتي اليومية ومن المستحيل الاستغناء عنها، أسمع  وأستمتع بها وأنا بكل حالاتي، فهي تلك الصديقة المخلصة التي ترافقني وفي كل الأوقات خاصة عندما أكون بأمس الحاجة إلى أن أفرغ مابداخلي من حزن وألم، هي تبكيني لتريحني ، وأما البيانو وعن علاقة هيام تجمعني بتلك الآلة للحقيقة فلا يمكنني وصف الحالة  بكلمات هي جزء من ذاكرتي ومن فؤادي هي ماضي الجميل، هي حاضري ومستقبلي، أهرب بأناملي العازفة على البيانو لأرى نفسي في مكان بعيد عن الواقع، في عالم نقي جميل مثالي خال من الصعوبات وآلام الحياة ،  أغمض عيني وكأنه لا وجود لأحد، لاتصفيق الحضور ولا حتى فلاشات التصوير والكاميرات فكل مافي المكان أنا والبيانو وعالمي الخاص، هناك قوة رهيبة ترافقني أثناء العزف وهي من تحرك بأناملها لتصدر تلك الأصوات الموسيقية من البيانو .
* تجربة التدريس في المعهد العالي
أما عن التدريس في المعهد العالي والمواد التي تدرسها ورسالتها من ذلك، تخبرنا كويفاتي: إن مكانة المعهد خاصة وكبيرة في حياتي لما يحمله هذا المكان من ذكريات خاصة في مرحلة الدراسة ، أما خوضي تجربة التدريس فكان ذلك منذ عام 2007 بمعاهد موسيقية ولطلبة من مختلف الأعمار، أما المعهد العالي فله طعم خاص كوني أقوم بتدريس مواد أحبها جدا وهي تاريخ الموسيقا العالمية، ومادة الصولفيج، والتي تصنف من المواد المهمة التي تبنى عليها كل المواد.. رسالتي هي أن يتعلم الطلبة وبشكل متقن وبشغف كل ما يخص المادتين، لما تمتلكه هذه المواد من أهمية كبيرة تزيد من صقل مهارات الطلبة لكسبهم المزيد من العلوم الموسيقية بما يخص ثقافة الموسيقا العالمية ومافيها من أسماء المؤلفين وأعمالهم  وتاريخ الموسيقا ككل انتقالا للصولفيج وأهميته كمادة جوهرية وأساسية تبنى عليها كل المواد، سعادتي كبيرة بهذه المهنة لأنها من أرقى وأعظم المهن .
*  بين الموسيقى والأمومة
مابين عملها الموسيقي والأمومة نتساءل كيف توفق فيما بينهما لتجيبنا كويفاتي بالقول: من  المؤكد الأمر في غاية الصعوبة لكن ليس بالمستحيل أن أوفق فيما بينهما و ذلك من خلال تنظيم الوقت وبشكل مدروس، وبهذا أستطيع أن أتابع عملي الموسيقي خاصة العزف وأشارك في العديد من الحفلات. وقد أشارت بذلك لما قدمته مؤخرا من حفلات مابين دمشق وحلب العام الماضي ، وتابعت: بالطبع هذا كله يتطلب مني بذل المزيد من الجهد والتعب لكن الحمدلله رغم ذلك إلا أنني أستطيع التوافق مابين مهامي كأم وفنانة ،كما  أشعر بسعادة كبيرة لأنني أنقل تلك الرسالة والأجواء الموسيقية التي نشأنا عليها أنا وأخوتي في بيتنا لأولادي، فيةكل الأوقات هم يسمعون الموسيقا وصوت البيانو، كما أحرص على العمل أمامهم من تحضيرات وتمارين عزف وبروفات لأدق التفاصيل ، هذا يساعد على تنشئة الذاكرة لديهم والأذن الموسيقية السليمة ، وبرغم صعوبة ما أنا فيه إلا أنني مستمتعة وفخورة بنفسي، هذه التجربة هي تحد كبير لنفسي أولا وللحياة بقدراتي كأنثى بالتوازن الذي أحققه مابين أمومتي وعملي .
* المشاريع المستقبلية
وفي نهاية حوارنا الممتع هذا حدثتنا كويفاتي عن مشاريعها القادمة لآلة البيانو وبأنها تحضر حاليا لحفل بيانو صولو سيقدم ضمن هذا العام وأيضا سيكون لها مشاركة مع الأوركسترا الوطنية السورية ، وعن طموحاتها المستقبلية بكل ما يخص الموسيقا أفادتنا عن رغبتها وبشغف كبير بتأليف منهج خاص لتعليم الموسيقا وبأنها تعمل لتحقيق ذلك بخطوات هادئة متأنية ومستقبلا أي ليس في الوقت الحالي لتحقق الهدف المرجو من ذلك وهو إفادة كل من يود تعلم الموسيقا  من مختلف الفئات العمرية وبأن يحمل بصمتها الموسيقية الخاصة .
 ⬇️⬇️⬇️
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار