“إليان فتال” فنانة شابة ولمسة فنية روحية في عالم التشكيل ..

الجماهير || أسماء خيرو .
لوحة “الجرة والزجاجة ” باللون الأسود والأبيض كانت بداياتها في عالم الفن التشكيلي ، فانطلقت كهاوية لا لترسم وحسب، بل لتؤكد على حريتها وفرادتها. تتعامل مع اللون وهو أساس لوحتها التجريدية بلمسة روحية ذاتية، ليس لصنع المتعة البصرية فحسب، وإنما أيضا لنقل الأجواء النفسية المتبدلة بتبدل مناخاتها اللونية متجاوزة عين المتلقي إلى أعماق مشاعره .

*التجريد قوة
عن تجربتها الفنية تقول الفنانة الشابة” إليان فتال ” للجماهير” : بالرغم من أن تجربتي في الفن حديثة العهد لاتتعدى عدة سنوات إلا أنني تنقلت بدراستي للفن مابين المدارس التشكيلية لأستقر عند التجريدية لتشكل خطا وأسلوبا فنيا خاصين بي.
وحين سؤالها لم التجريدية؟ قالت: لأنها تمنحني إحساسا بالقوة، إحياء الجمود في الأشكال الهندسية ( الدوائر المكعبات ) وإعطائها روحا وحياة، هنا التحدي أن تتمردي على كل شي وتخرجي عن المألوف وتجعلي اللون مقدسا وتمنحيه روحا فإنك ترتفعين بذلك من مرحلة الضعف إلى القوة وبكثير من الجمال اللوني نحو الأعلى.

*من جد وجد
الموهبة فتال من طلبة معهد فتحي محمد للفنون التشكيلية في حلب تبلورت موهبتها على يد الفنان التشكيلي أيمن الأفندي الذي اكتشف موهبتها وشجعها على الرسم بالألوان بعد أن كانت مترددة ، فلم تكن تعرف كيف تمزج الألوان، ولكن بالصبر والمثابرة والاجتهاد أتقنت المزج بالألوان الزيتية ليحدث اللون نقلة نوعية في حياتها الفنية، بالتوازي مع اجتهادها في دراستها وتخرجها في كلية الاقتصاد ، ، ودراستها الحالية في كلية العمارة والجامعة الافتراضية اختصاص إعلام.

* رسائل
وبالعودة إلى بناء اللوحة عند الموهبة فتال، فإنها تقول : عند بناء لوحتي لابد لي من دراسة اللوحة ، أن أعيش الموضوع بكل تفاصيله ومن ثم أرى تداعيات ما أفكر به ، وبتواتر سريع أختار اللون المناسب والهدف، وهنا تبدأ عملية التجسيد في سبيل الوصول إلى المبتغى من اللوحة، أحاول قدر الإمكان مزج الأشكال الإنسانية والهندسية بالتجريد ، نعم أرسم أي شيء ، كل شي يخطر على بالي، أعبر عن أحاسيس داخلية، وأمنحها لمسة روحية ذاتية، ولوحاتي أشبه برسائل تحاكي تناقضات المجتمع.

* فضاء للحرية
وتقول أيضا : أنا من الجيل الذي عاصر الحـ.ـرب، وكان لها الأثر الكبير على حياتي، لقد صنعت لنا غرفة مغلقة مقفلة بالعادات والتقاليد البالية التي كنا نظن أنها لم تعد موجودة في عصرنا الحديث، ولكن الحرب أثبتت لنا عكس ذلك، لذلك الفن كان الفضاء الذي أتاح لي أن أبلور ذاتي وأحقق التوازن كأنثى مازالت محاصرة بعادات وتقاليد قاسية فرضها عليها المجتمع ، فمن خلاله اليوم أنا قادرة على أن أتحدث أنقل ماتحس به المرأة من معاناة، فضلا عن إثبات وجودها .

* نقطة تحول
وعن العمل الذي تعتبره فتال نقطة تحول في مسيرتها الفنية، توضح بأن العمل هو ( ذو الوجهين ) يرتكز موضوعه على وجه إنسان” نصفه رجل ونصفه امراة ” ، استغرق مني مدة 24 ساعة حتى وصلت به إلى مرحلة الرضا، كان بالنسبة لي تحديا لنفسي ولذاتي، أردت منه تجسيد اللقاء الروحي مابين الرجل والمرأة ، مستخدمة اللون الأصفر للإشارة للروح الأنثوية والأحمر للروح الذكرية.

* تجسيد للمعاني
الفن بالنسبة لفتال رسالة وهدف ولون وإحساس فيه تتجسد جميع المعاني التي تتعلق بالمضامين المدركة المادية والمعنوية، وتقول أيضا عنه أنه عبارة عن نقطة تكون تارة في منتصف السواد وتارة أخرى في منتصف البياض ، وامتزاج للألوان في سبيل إيجاد مفهوم خاص لإدراك الأشياء ورؤية الكون من منظور معين .

* أمل تشكيلي
تنبثق من أركان نتاجاتها الفنية ومضات أمل تظل هائمة هيام الحيرة في رحاب غير منته لتهيمن على العمل وتحيط به وتثبت وجودها لتشير إلى أن الغلبة دائما للحياة ، وهي تقول عن ذلك : نعم أعمالي تفتح نوافذها على رحاب الأمل لأني اتخذت قرارا بألا يكون للجانب المظلم من الحياة مكان في أعمالي، لأني لاأحب أن أخرج ضعفي إلى المجتمع، علي أن أكون في نظر المجتمع امرأة قوية ،أنا أعيش للفن وسأتخصص به وأهم شيء عندي هو خلق أفكار تفيد رسالتي في التشكيل ، والبطل الحقيقي في أعمالي دائما المرأة.

* طموح نحو العالمية .
تدين الفنانة فتال اليوم بنجاحاتها الفنية بالدرجة الأولى لوالدتها التي كانت سندا لها ومازالت ، ومن أكثر ماتطمح إليه في وقتنا الحالي أن تشارك في المزيد من المعارض الفنية المحلية ومستقبلا العالمية، شاركت في ستة معارض جماعية محلية خلال سنتين ولها أكثر من 15 عملا فنيا . كما تطمح للمشاركة في الندوات الفنية ، وبعد تخرجها في كلية الإعلام ستتخصص في مجال الإعلام الثقافي، وستعمل ميدانيا لرصد القضايا الاجتماعية، وخاصة قضايا المرأة والطفل .

وتختم الموهبة فتال لتقول : أثناء تدبير شؤون عملي، أعمل كما أفكر، وأفكر كما أعمل، أي بجميع جوارحي بذهني وعقلي وعواطفي ومزاجي ، وأؤمن أنه مهما حدث من دمار نحن كشباب يجب أن نخلق الحياة بأنفسنا، ونظل مفعمين بالروحانية وبالحب والحنان ،ونرحب بالنقد ونستفيد منه لتطوير أعمالنا الفنية ، ونحن كفنانين مطالبين بزرع الأمل والفرح، لأن رسالتنا رسالة الفن لأجل الجمال .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار