الفنانة عبير بيطار : أحاول الخروج من عباءة المسرح… وحلمي لا بد من تحقيقه في حلب

الجماهير – أسماء خيرو

أنا لست نجمة، بل أنا ناجية محاربة ومقاتلة، وخاصة بعد معايشة سنوات الحرب، أنا ابنة المسرح الشرعية، لذلك من حقي أن يكون لي مكان في عالم السينما…

هذه هي الفنانة عبير بيطار، وهي تتكلم من داخل ذاتها الخاصة لا من داخل الكتب أو عبر آراء الناس.

يسكنها التجريب ويحدد مكانتها في هذا العالم ،حالياً الإخراج السينمائي يستحوذ على لبها وعقلها، وكان لابد لها أن تكون كذلك، فلقد تربت على مسرح الماغوط، واطلعت على نماذج المسرح العربي والعالمي، وخاضت التجارب الكثيرة في التمثيل المسرحي ، واستطاعت أن تعكس في كتاباتها قضايا اجتماعية تؤرق المجتمع.

مصدر إلهامها في كتاباتها المسرحية المجتمع، فهي من هذا الموقع وبالتشاركية مع أختها المخرجة ريم بيطار، طرحت الكثير من القضايا ذات الرسائل الهادفة التي تمحورت حول المرأة، الطفل، التكنولوجيا، التوعية بالحقوق والواجبات.

( الجماهير ) وخلال الحديث معها أرادت أن تقترب منها أكثر وتعرف القارئ بها، إذ لم تخرج عن صورة عبير بيطار المؤلفة والممثلة المتواضعة التي فتحت بفهم نافذة أكاديمية جديدة للإطلالة منها على عالم جديد، ألا وهو الإخراج السينمائي، لتقف وتقول انعكاس الحياة على نفسها ثم تتجول في هذا العالم الساحر وتقدم للمشاهد رؤيتها الإخراجية الخاصة.

* انطفاء السينما في حلب

تقول الفنانة بيطار: ذهبت إلى دمشق لدراسة العلوم السينمائية أكاديميا، لأن في دمشق حركة سينمائية نشطة، وحلب لا وجود للحركة السينمائية فيها ، وهذا ما يحز في نفسي أن تكون مدينتي أم الفنون تعاني من انطفاء للسينما بعد عقود من الازدهار والتألق… اليوم يتملكني الحزن حين أرى دور السينما في حلب بعضها مغلق وبعضها الآخر تحول إلى مقاه شعبية، واتجاهي نحو احتراف الإخراج السينمائي وينضوي مستقبلاً تحت تحقيق حلم لا بد منه في حلب.

* دمشق وتكوين عبير السينمائي

وتضيف: قرار الذهاب إلى دمشق كان خيارا وليس تكليفا لأجل اكتساب الخبرات، تطوير الذات، تكوين شخصية عبير ، وكانت تجربتي الأولى مشروع تخرج دبلوم في العلوم السينمائية بعنوان ( ديب ) فيه محاكاة لهرم ماسلو ، والحاجات الإنسانية إن لم تلب بالطريقة الصحيحة. لقد اكتشفت في دمشق بأني أنتمي إلى عالم السينما الساحر الذي يتملكه الصمت ويتحدث بالصورة والمشاعر ويكره الثرثرة الفارغة.

* الخروج من عباءة المسرح

الممثلة بيطار تحاول اليوم الخروج من عباءة المسرح، وخاصة بعد حصولها على دبلوم علوم سينمائية في مؤسسة السينما في دمشق.. تقول : نعم أحاول الخروج من تحت عباءة المسرح نحو ذاك العالم الذي أسرني بكل مافيه، وأعتبر ذلك نتيجة طبيعية لأني ابنة المسرح الشرعية.

* رؤية جديدة

ومن الالتصاق بعالم السينما والعمل مع مخضرميه ترى رؤية جديدة، فما يتفق الناس عليه تعتبره غير موجود ، إنها لا تهوى ما يحب الناس، حتى المتعارف عليه يقلقها، فهي تبحث في روحها عن شيء تطمح له وتستطيع الوصول إليه. النصوص العالمية جزء من نسيجها الفكري كما تقول، إنها تحب الاطلاع عليها وإعادة إعدادها بما يتناسب مع الواقع العربي لتعطي للعصر لغته ولسانه ونبضه الحقيقي .

* مدرسة فن مسرحي

وبعيدا عن الالتصاق بعالم السينما، تتحدث لتخبرنا كيف يعيد المسرح في حلب قيمته، فتقول: عندما تقوم الجهات المعنية بالاهتمام بافتتاح مدرسة فن مسرحي، تدرس فيها العلوم المسرحية وتدعم الشباب المبدعين حتى تكون العروض المسرحية مبنية على أسس علمية لا تجارية ، شأنها شأن دمشق التي لاتسمح لأي متطفل أو دخيل أو من لايمتلك ثقافة مسرحية أن يعرض عملا مسرحيا، إذ نرى جميع الأعمال المسرحية مبنية على الخبرة التراكمية والثقافة المسرحية، فيما في حلب سمح للبعض من الذين لا يمتلكون الخبرة المسرحية بإنتاج العروض المسرحية، ليكون مسرحاً تجارياً أكثر من كونه مسرحاً هادفاً.

* الخير في الإدارة الجديدة

هي تحب مسرح العبث، وترى أن المسرح يعبر عن عصره عندما تتاح حرية التعبير للأجيال الشابة، وعلى الرغم من أن لديها عدة ملاحظات على العروض المسرحية في حلب، إلا أنها تتوسم الخير في الإدارة الجديدة للمسرح القومي التي تدعم التجارب الشبابية بشرط أن تكون مؤطرة بإطار الخبرة والثقافة المسرحيين، وتقول لكل المسرحيين : شكراً لكل ذرة عرق وتعب ومجهود بذل في سبيل تقديم عروض مسرحية، سواء كانت معطياتها متواضعة أو جيدة.

* المستقبل مهرجان كان السينمائي.

وتختم بيطار بالقول مشوار الإخراج السينمائي طويل جدا يحتاج لسنوات من الدراسة والتدريب والعمل الدؤوب ، وحاليا في مجال السينما أخطط لأن أخرج عملاً عن الهوية السورية، فيما في مجال المسرح أخطط لأن أعمل عملا مسرحياً مقتبساً من النصوص المسرحية العالمية…. وعبير بيطار في المستقبل ستكون نسخة أفضل من شخصيتها الحالية، انطلاقاً من إيمانها بأن على الإنسان أن يجتهد ليكون نسخة أفضل من نسخته الحالية.

وبعد عشر سنوات أرى نفسي مشاركة في مهرجان كان السينمائي في فرنسا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار