الراقصة والزلزال … أمسية شعرية تدعو الأرض للاهتزاز وإيقاظ الكون الجاحد من سباته

الجماهير – عتاب ضويحي

استطاع الشاعر مزعل المزعل القبض على الجمهور من خلال نصوص  شعرية أكثر حرية في نقل الهواجس والأسئلة والقلق، وإدخال مؤثرات سمعية وبصرية وموسيقا في الأمسية الشعرية “الراقصة والزلزال” التي أقامتها مديرية ثقافة حلب  على مسرح دار الكتب الوطنية أمس.

حول  الأمسية أوضح الشاعر المزعل لل”الجماهير”  أنه دائما يحاول استخدام عناوين مبنية على عنصر تشويقي للقارئ، وعنوان “الراقصة والزلزال” يجمع بينهما الاهتزاز، كل وفق معطياته ودوافعه وأسبابه ونتائجه، وعندما يغدر الإيقاع (قبل البشر) بالراقصة يجعل أداءها غير متوازن ومخيب في الوقت نفسه،  لذلك أراد  (الأرض) أن تهتز أكثر لإيقاظ (الكون الجاحد) من سباته الذي يغط فيه.

ودخلت قصيدة مائدة قمار في مسار مغاير  من خلال حوارية المزعل بين الأحياء والأموات بحيث شكا كل منهما للآخر  عبر حوارية مقلقة للغاية.

أما قصيدة الرسائل فرط سرية، فالمزعل على يقين تام بأنها يوماً ما  ستكون هي الرسائل الأكثر علنية، وجميعنا سيتأثر بها بشكل أو بآخر، فالأزرق مرتبة سماوية والغباء جينة تاريخية لا يطالها الفرط ضوئي حسب قوله.

وعلى الصعيد  الأدبي بين المزعل بأنه نجح في إسقاط (أحادية الجنس) والاعتماد على نص أدبي جديد أكثر حرية في نقل الهواجس والأسئلة والقلق وربما النزق أحياناً الذي يحول النفس البشرية، فالنص المونودرامي نص له بنية من الأشكال السردية والحوارية والثيمات النفسية والسيرة الشخصية ليكون في النهاية فضاء” واسعاً لحضور مجموعة نصوص وأجناس في نص واحد مما يطيح بمفهوم التجنيس.

ومن الحضور رأى الناقد الدكتور نضال الصالح أن نص المزعل يتسم بوصفه كتابة ضد المؤتلف وضد نفسها أحياناً، لتبدع شعريتها الخاصة بها، إلى جانب كونها كتابة مشاكسة الثابت والمستقر عن سابق إرادة وتصور، وينفرد صوت المزعل في زحمة المتشابه الذي يميز الأغلب الأعم من الكتابات التي تدعي نسبتها إلى الشعر.

من قصيدة “الراقصة والزلزال قال المزعل :

وها هي تهتزُّ ..اهتزّي، يا أيّتُها الأرضُ المطمئنّةُ، اهتزّي، اهتزّي كما يحلو لكِ، اهتزّي كانَ يجبُ أنْ تهتزّي، اهتزّي، واضْرُبي بأردافِكِ هذا العالمَ القَمِيءَ، المُثْقَلَ بالخطايا، المُثْقَلَ بالآلامِ والمُتْخَمَ بالجوعِ والكلابِ، اهتزّي، كراقِصَةٍ غدَرَ بها الإيقاعُ قبلَ البَشَرِ، اهتزّي، اهتزّي كنَهْدِيْنِ طافِحَينِ يتلاطَمَانِ لضيقِ مساحةِ الشّرَفِ بينهما اهتزّي، أرجوكِ أنْ تهتزّي أُخَاطِبُكِ كصديقٍ أحْمَقَ، مُكَلّلٍ بالهزيمة، مَسْكُونٍ بالخيبةِ ضاقَ بهِ الكونُ الجاحِدُ، ويُريدُكِ أنْ تهتزّي، هو الموتُ المُزَلْزِلُ إذاً فلْيَكُنْ، وبينَ قَدَمَيْ أُمّي ..!

تصوير – هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار