الساز علم وعالم خاص تفرد بعراقة مافيه من تاريخ موسيقي .

الجماهير || زُهيدة هورو

عندما تتجلى بموسيقاك لتسمو بها حيث يستحق الفن من إبداع وعظمة، فمصيرك هو النجاح حتماً، أينما حللت، لطالما خصصتها نهجاً لحياتك وهدفاً رئيساً.

هو كذلك عازف الساز ” #هوشنك_حبش  ” وبثبات رزين مدروس وبطموحه اللامتناه يجود بآلته عزفاً متقناً يتسلل بين أوتارها بآهات يسردها حكايات صاغها على هيئة نغمات تنساب ألحاناً قد نظمها من بين أنامله سحراً يسكن الروح فيها هياماً ، معلنا بذلك الصمت لكل ما في الحياة من ضجيج ، ليعلو بموسيقاه محلقاً و بأعلى درجات الفن و الرقي .

ومن حصيلة أعوام قضاها حبش باحثاً في الموسيقا وعلومها ومختصا بآلة الساز عزفاً توارث عشقها من عائلته الفنية خاصة والده عازف الساز عارف حبش لذا أطلعنا على تاريخ آلة الساز وتفاصيل فنية أخرى ضمن حوارٍ موسيقي معه #للجماهير .

  • تاريخ وعراقة

آلة الساز وعن تاريخها العريق يقول حبش : هي الساز أو ما تسمى بالطنبور  وأيضا الباغلما وقد تعددت التسميات فيها بحسب البيئات ، آلة لها تاريخ عريق  تعود في جذورها إلى الأعجمية وقد وجدت منذ الأزل وبعدة حضارات بشرية و لاقت عدة تطورات مع مرور الزمن من حيث الشكل وتفاصيل فنية أخرى وقد تأثرت بها شعوب عدة أبرزهم (  الأرمن  , الكورد , الفرس )  وغيرهم الكثير حيث كانوا يتوارثونها كجزء مهم معبر عن ثقافتهم من جيل لآخر لما تمتاز به من خصائص مهمة ألا وهي ارتباطها الوثيق بكل ما هو متصل بالتراث والفلكلور من خلال العزف عليها بتأديتها مقطوعات خاصة بكل بيئة تواجدت فيها وما كان يميزها أيضاً هو اختلافها واستقلاليتها عن كل الآلات الموسيقية خاصة الوترية منها من حيث جمالية الشكل وطريقة عزفها المميزة المرافقة بالإيقاع الخاص بالنغمة أي من خلال الطرق أثناء العزف ، والتي كانت تتم باستخدام الأصابع ومن ثم اخترعت الريشة لتسهيل العزف ولإضافة رونق ورزانة أكثر  للآلة .

ويضيف : خضعت الساز في صناعتها لعدة إضافات ولمسات فنية حيث في بداية الأمر كانت عبارة عن وتر واحد أو وترين ، وعدد الباريات فيها  كان ما يقارب الـ ( 14) باريه ومن ثم وصل إلى حد الـ ( 24 ) باريه، و تعتبر آلة فريدة من نوعها  كونها تجمع الكثير من الثقافات البشرية وعلى مر الزمان حيث كانت الوسيلة في التعبير عن كل ما كانوا يمرون به من ظروف حياتية و معيشية مختلفة لتُعزف و بأيادي مبدعيها نغمات تروي أساطير فيها الكثير من الحكم والعبر و حكايات من فرح و حزن وأيضا حالات الاشتياق ومافيها من حب و حنين لذا أخذت بصوتها طابع الدفء و الشجن ذات الرقة والعذوبة ، منها تتفرع آلة أخرى وهي البزق العربي والتي تمتاز بصوتها الأكثر حدة عن آلة الساز بما تمتلكه من تفاصيل جعلتها من أشهر وأكثر الآلات الوترية تميزا في العالم  ورغم عمرها التاريخي  والذي قد يصل إلى أكثر من 2000 عام إلا أنها مازالت حاضرة و تشغل مكانة خاصة وفريدة حتى يومنا هذا في الموسيقا الحديثة والكلاسيكية بأداء مبدعيها الممزوج بإحساس عالٍ وتكنيك فيه الكثير من الاحتراف الفني المبهر الخاص بها .

  • حضور خاص

وفيما يتعلق بدورها الموسيقي والفني ضمن الفرق والأوركسترا يرى حبش بأنها تحظى بحضور لافت ومميز  لما تقوم به من دور مهم و بارز بإضافة طابع فني خاص وإيقاع موزون في سياق ما يقدم من أعمال موسيقية على خشبة المسرح موضحا بأن هذا ما يسعى إليه دائما أثناء مشاركاته بالعزف عليها لإبراز دورها الموسيقي  وملامحها الفنية الخاصة ، مضيفا بأن وجودها إلى جانب آلات موسيقية أخرى تضفي لمسات فنية ساحرة على المسرح بطريقة العزف عليها بما يقدمه العازف من مهارات مميزة مؤكدا بأن من احترفها عزفاً حتماً سيبدع بأدائه لكل الألوان والأنماط الموسيقية فهي قادرة على التعبير بكل ما يقدم لها من أعمال وأدوار موسيقية ، مبينا رسالته الفنية منها بإعطائها القيمة الصحيحة وإبرازها كآلة فريدة من نوعها من خلال ما يقدمه من أعمال مع الفرق والأوركسترا خاصة بتوليه مهام عزف الصولو كما أشار بأن وجودها  قد لاقى تفاعلا كبيرا و إعجابا بين الحضور لما فيها من ميزات فنية مهمة جعلت منها آلة فريدة لاتشبه إلا نفسها .

  • مؤلفات الساز

وعما يخص آلة الساز من مؤلفات يقول حبش : الساز حالها حال كل الآلات الموسيقية من حيث التأليف ، وقد كتبت أعمال عدة من مؤلفات امتازت بإبداع ما فيها من تفاصيل موسيقية قد دونت خصيصا للساز ومن موسيقيين كثر .

وعن تجربته الخاصة ذكر بأن لديه العديد من المؤلفات المهمة للساز وقد شكل فرقة تضم مجموعة عازفين محترفين  قدم ضمنها  باقة من مؤلفاته من خلال ما قام به من حفلات والتي كان آخرها حفل أقيم على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق والذي حمل عنوان العالم بلغة الساز ، لافتا بأن تلك الأعمال ستنفذ قريباً ضمن استديو لتسجل ضمن ألبوم خاص وبأن كل ما هو قادم سيحمل الكثير من الأعمال المهمة وببصمة فنية خاصة به سيسعى لإيصالها بطريقة حضارية فيها الكثير من الاحترافية والأكاديمية والتي ستحمل في خفاياها الكثير من أسرار يترجمها لنا نغمات تعزف على أوتار الساز  .

  • موسيقا درامية

وعن تجربته في الموسيقا التصويرية يذكر حبش بأن له مشاركات عدة ومهمة وذلك من خلال  تنفيذ العديد من أهم التترات الدرامية السورية منها والعربية و مع كبار المؤلفين السورين إضافة للموسيقا التصويرية المرتبطة بمضمون المشاهد الدرامية موضحا بأن هذه التجربة من التجارب المهمة والغنية والتي أضافت لشخصيته الفنية الكثير وبأن كل ما يقدمه من مشاركات فنية وأعمال ينصب دائما في بوتقة ما يسعى إليه ومنذ بداية مشواره الفني ألا وهو التعريف بآلة الساز  بطريقة تليق بتاريخها وعراقتها وتقديمها بأبهى وأجمل ما يليق بها معتبرا بأنها ثقافة موسيقية عميقة المعنى بما فيها من تفاصيل خاصة وفريدة .

” والجدير ذكره عن هوشنك حبش هو من خريجي كلية الطب البشري في جامعة حلب  “

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار