نهوض الوطن

إبراهيم رضوان..*

اليوم، يعيش السوريون يوماً استثنائياً، يوماً تاريخياً، يوماً وطنياً بامتياز. في هذا اليوم العظيم، يمارس السوريون ما كان محظوراً عليهم لعقود، ويتحدثون ويناقشون ما كان مجرد التفكير فيه أو طرحه عرضة لأن يكون في عداد المفقودين.

نحن اليوم، كسوريين بمختلف أطيافنا وتوجهاتنا، نعيش لحظات تاريخية لم يسبق للسوريين أن عاشوها منذ عقود.

مؤتمر الحوار الوطني هو بمثابة ولادة جديدة للسوريين، وانطلاقة حقيقية لبناء سوريا المستقبل بأيدي أبنائها الذين نهضوا بكل عزيمة من تحت الركام والدمار.

السوريون اليوم بكل فخر يمارسون لأول مرة المشاركة الحقيقية في رسم معالم سوريا الجديدة في جميع الميادين الدستورية والسياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها. وهذا الإنجاز والمكتسب الحقيقي ما كان ليتحقق بدون التضحيات الجسام التي بذلت لسنوات في مقارعة نظام الاستبداد والطغيان الذي جثم على صدر السوريين لسنوات، ومارس ضدهم كل أنواع القهر والطغيان.

أهم ما في هذا الحوار الوطني هو أنه سوري بحت، نابع من إرادة الشعب بالتغيير نحو الأفضل، وإصرار الشعب على تحقيق تطلعاته بالحرية والكرامة لأجل كل السوريين، وبأيدي السوريين أنفسهم.

هو رسالة صريحة وواضحة أننا شعب حي، قادر على النهوض وبناء وصون عزة وكرامة سوريا، وأننا قادرون على بناء سوريا المستقبل بطاقاتنا الذاتية وخبراتنا العلمية التي يمتلكها الشعب السوري بمكوناته.

اليوم، يقف المشاركون في المؤتمر أمام مسؤولية عظيمة تجاه سوريا، وكلنا ثقة أنهم أهل لهذه المسؤولية، إن شاء الله. جميعهم يضعون نصب أعينهم وحدة سوريا أرضاً وشعباً، والالتفاف لتحقيق وحدة القرار السوري، وتحقيق العدالة الانتقالية، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لشعبها، والانتقال بسوريا نحو الازدهار اقتصادياً لتعود كما كانت دائماً قبل عصر الاستبداد، أرض الحضارات، وفي مقدمة الأمم.

وفي الختام، نبارك لأنفسنا كأبناء سوريا في هذا اليوم العظيم.
——–
*مدير الشؤون الصحفية والإعلامية بحلب

 

#صحيفة_ الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار