الجماهير|| وفاء الأحمد..
وسط حضور أدبي وثقافي لافت، شهد المركز الثقافي في العزيزية مساء أمس حفل توقيع رواية “سوق الدهشة” للكاتب والباحث الدكتور محمد جمال طحان، نظمته مديرية الثقافة بالتعاون مع دار الروّاد ودار الملتقى.

لم يكن الحفل مجرد احتفاء بتوقيع كتاب، بل تحوّل إلى منصة للحوار الفكري والأدبي حول الثورة السورية والتجربة الإنسانية ضمنها، من خلال عيون رواية تسعى لتوثيق اللحظة التاريخية.
وتناولت المداخلة النقدية للشاعر عبد الرزاق مصطفى خصوصية البناء الروائي لـ”سوق الدهشة”، مشيراً إلى تعدد الأصوات السردية والخلط بين الواقعي والتوثيقي، مما يجعلها “نصاً حياً” يتجاوز المقاييس النقدية التقليدية.

وفي الجزء الأبرز من الأمسية، خاض الدكتور طحان حواراً مباشراً كشف فيه عن طبقات الرواية. فشرح أن “الدهشة” هي رد الفعل الإنساني الأساسي أمام التحولات الكبرى، وأن “السوق” هو المجال العام حيث تتصادم الأفكار وتتولد.
وكشف عن أن الرواية، الممتدة على 449 صفحة، تتبع الحياة اليومية للبطل “رفعت” خلال أحداث الثورة السورية، بما في ذلك مرارة الاعتقال وثقل التضحيات اليومية.
حدّد الكاتب رسالة عمله الجوهرية بقوله: “أن نبقى حريصين على تجديد الثورة كلما اقتضت الحاجة، حتى الوصول إلى جوهر الوجود الإنساني: الحرية والعدالة والإنسانية.”
وأضاف أن غايته أن يترك في القارئ شعوراً بالقلق وإعادة التفكير في الذات والآخر، وليقتنع بأن الثورة “لا تنتهي بتغيير جزئي، بل هي فعل متواصل.”

اختتم الحفل بجلسة توقيع للرواية تحولت إلى نقاشات ثرية بين الكاتب والقراء، مجسداً دور حلب كحاضنة دائمة للإبداع والفكر.
وتُقدم “سوق الدهشة” نفسها ليس فقط كعمل سردي، بل كـ “أرشيف حي” للتجربة السورية الاجتماعية والثقافية، موجهةً رسالة إلى الأجيال القادمة لفهم تعقيدات تلك الحقبة.

يذكر أن رواية “سوق الدهشة” تمثل محطة محورية في مشروع الدكتور محمد جمال طحان الأدبي، حيث تجمع بين تجربته الحياتية الثرية وتأمله الفكري العميق.
أدار اللقاء الشاعر علي محمد شريف، الذي قدّم الكاتب كـ”أديب موسوعي وعاشق لحلب والحرية.”