د. مرعي في تصريح للـ (الجماهير): نحو تشكيل جبهة عالمية لمواجهة الأخطار التي تهدد دول العالم كلها

الجماهير- بيانكا ماضيّة
قال د. أحمد مرعي، المحاضر في القانون الدولي في جامعة دمشق، وعضو مجلس الشعب، ورداً على سؤال للـ(الجماهير) حول إن كانت أمريكا ستعيد النظر في عقليتها المهيمنة جراء انتشار وباء “كورونا”:
في الحقيقة إن الولايات المتحدة الأمريكية هي اليوم أمام تساؤلات كبيرة وكثيرة، حول العقلية التي اعتمدتها على مدى سنوات وعقود طويلة من الزمن، خاصة بعد إنشاء منظمة الأمم المتحدة، والاتفاق على هذا النظام الدولي التي فيه منظمة تتوافق الأمم فيها على مصالحها، فتنظم أمورها وفقها. للأسف اليوم حتى منظمة الأمم المتحدة لاتقوم بعمل إلا نشر التصريحات، وهنا ندخل على موضوع منظمة الصحة العالمية التي لاتمتلك اليوم سوى أن ترسل التعليمات وتدعو إلى الوقاية. ولكن عملياً عندما يهدد نظام الصحة العالمي، ماذا بإمكانها أن تقوم به منظمة الصحة العالمية؟! هنا النقطة الأساسية، فالتعديل أو التغيير يجب أن يكون باتجاه تعديل مواد أو إضافة نصوص مواد تستطيع من خلالها إلزام الدول بالمساعدة والتعاون لحماية نظام الصحة العالمي هذا أولاً، وثانياً منع الدول من استغلال الأمراض والأوبئة لزيادة الضغط على دول أخرى تناوئها في الشأن السياسي أو تختلف معها في الشأن السياسي. لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية مجبرة اليوم على التغيير؛ لأن الدول الأخرى اليوم متجهة، أعتقد بعد “كورونا”، إلى تشكّل كتل ونظم جديدة على أساس ماتعرّضت له من (كورونا) ونتائجه. لذلك، ربما، ونقول ربما تكون الولايات المتحدة الأمريكية منفردة في ظل ذهاب الدول الأخرى باتجاه تشكيل منظمات أكثر قدرة على مواجهة الأوبئة والأمراض العالمية أو التحديات التي تشهدها بقية دول العالم، لذلك اليوم لابد من تشكيل جبهة عالمية لمواجهة الأخطار التي تهدد كل دول العالم، جبهة منظمة تضع خطة لمواجهة هذا الخطر. لذلك نحن اليوم مطالبون بوضع هذه الجبهة أو الوصول إلى إنشائها.
هذا وقد لفت د. مرعي في حديث صحفي إلى إن النظام الدولي اليوم أمام اختبار، إذ لا يمكن الاستمرار بهذا النظام الدولي ولا بالعلاقات الدولية على أساس الانقسام وعدم التعاون، وأنه المطلوب اليوم المزيد من التعاون وليس الانكفاء إلى الداخل ومواصلة العدوان على الدول التي تحمل مشروعاً استقلالياً. إذ يُفترض أن تجتمع الدول وتعمل على وضع صيغة لنظام دولي جديد يقوم على أساس التعاون، وضمان الأمن الصحي العالمي لكل الدول، وهو أمر يتطلب التعاون والمساعدة وليس الحرب كما تقوم به أميركا تجاه إيران وسورية حالياً.
وطالب بالمسارعة إلى عقد اجتماع طارئ، لصياغة نظام قانوني جديد يضمن مساعدة وتكاتف جميع الدول، وعدم انفراد أي دولة بدولة أخرى وفرض إجراءات قسرية ضدها، معتبراً أن جميع الدول اليوم بحاجة إلى صيانة وتحصين النظام الصحي العالمي في مواجهة أي خطر يهدد البشرية. مشيراً إلى أن الصين تقدم اليوم أنموذجاً في التعاون الدولي، في حين أميركا تقدم أنموذجاً في الاستمرار في المشروع الاستعماري
وحول منظمة الصحة العالمية أوضح أن ميثاقها يعتمد أولاً الوقاية والعلاج، إلا أن هذه المنظمة لم تستطع دفع أمريكا من أجل وقف انتشار خطر كورونا، إذ أن أمريكا تعتمد عقلية “اجعل أميركا قوية مجدداً” مما يجعلها اليوم أمام اختبار حقيقي، للتغيير من سياستها تجاه الدول الأخرى.
كما أشار إلى ضرورة تعديل ميثاق منظمة الصحة العالمية حيث لا يقتصر على التعليمات الوقائية فقط، وإنما أن يقف ضد كل دولة تمنع تقديم المساعدة للدول الأخرى، وتزيد العقوبات عليها، لأن مسألة منع المساعدة ترتقي إلى جريمة حرب.
رقم العدد 15989

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار