الرعاف ( نزيف الأنف ) أنواعه وأسبابه .. وطرائق علاجه والوقاية منه

الجماهير – الحسن سلطانة

يتعرض كثيرون من الأشخاص لنزيف الأنف ، أو مايسمى( الرعاف) لأسباب صحية عديدة ، نتيجة أمراض مختلفة ، وهو من الحالات الشائعة بشكل كبير ، مما يسبب حالة انزعاج للمريض ، في حال لم يتلق الإسعاف السريع اللازم .
وللحديث عن أنواعه وأسبابه وطرق علاجه و الوقاية منه ، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمود قطاع – اختصاصي الأنف والإذن والحنجرة رئيس قسم السمعيات في مشفى الرازي بحلب .
– هل توضح لنا بداية فكرة عن الرعاف والفئات العمرية المعرضة أكثر للإصابة به وأنواعه ؟
الرعاف ، هوخروج دم من الأنف ،
و يصاب به معظم الناس في فترة ما من حياتهم ، ولكن أكثر الفئات العمرية إصابة به هم الأطفال من عمر 3 سنوات حتى 10 سنوات ، و نادراً ما يصاب به الأطفال الذين عمرهم أقل من عامين .
وهو أكثر شيوعاً لدى الذكور من الإناث ، كما أنه أكثر خطورة عند المسنين من الشباب و10 % فقط من الرعاف ، يمكن أن يكون مهدداً للحياة ، ويتطلب التدخل الطبي ، وله نوعان : رعاف أمامي ، و رعاف خلفي ،حيث أن الرعاف الأمامي يشكل 80% من الحالات ، و هو شائع عند الأطفال والشباب ، فيما يشكل الرعاف الخلفي 20% منها ، و عادة يوجد عند المسنين ، فضلاً عن أنه الأكثر خطراً .
– ماهي الأسباب التي تؤدي لحدوث الرعاف؟
إن الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي (ولا سيما في منطقة كسيلباخ) سطحية، ولذلك فإنه يمكن إلحاق الضرر بها بسهولة أكبر، و بالتالي تسبب الرعاف ، و يكون معظمه غير ضار ، ويتوقف ذاتياً ، وغالباً لا يتم التعرف على سبب الضرر في الأوعية الدموية المسببة للرعاف، و لعل أبرز أسبابه ، تعود إلى أسباب موضعية ، و عامة ، و بيئية ، نوردها كما يلي :
أولاً – أسباب موضعية : و تتعلق بالحالات التالية :
– الإصابات أو الجروح : ويمكن حدوثها بسبب اللعب بتجويف الأنف، أو كسور الأنف، أو جروح، أو تقرحات الحاجز الأنفي ، أو بسبب جسم غريب داخل الأنف ، أو جراء ضربات خارجية على الأنف .
– الالتهابات : الناجمة عن عدوى (على سبيل المثال التهاب الجيوب الأنفية المزمن) ، أو بسبب تحسسي يؤدي إلى التهاب الأنف ، و الجيوب التحسسي .
– أمراض الأوعية الدموية: على سبيل المثال، توسع الشعيرات النزفي الوراثي ، الداء الحبيبي لويغنز .
– نزيف ما بعد العمليات : على سبيل المثال ما يلي: جراحة الأنف ، و جراحة الوجه أو الفكين، أو جراحة العيون .
– الأورام : منها مايطلق عليها الحميدة (الورم الليفي الوعائي) ، أو ماتوصف بالخبيثة (سرطان الخلايا الشائكة) .
– العلاج بالأوكسجين الأنفي: يسبب الجفاف في الأغشية المخاطية ، كما أنه قد يسبب الرعاف.
ثانياً – أسباب عامة :
– ارتفاع ضغط الدم ، مما يزيد فترة وكمية الرعاف ، لكنه ليس سبباً مباشراً مؤدياً له .
– تصلب الشرايين ،أو زيادة الضغط الوريدي الناتج عن تضيق الصمام التاجي.
– أمراض الدم ، مثل: قلة الصفيحات ، أو سوء وظيفتها ، أو سرطان الدم ، أو الناعور .
ثالثاً – أسباب بيئية : كالرطوبة ، و الحرارة، و الارتفاع عن سطح الأرض .
– الأدوية: بما في ذلك مضادات التخثر ، والعوامل المضادة للصفيحات ، على سبيل المثال (كلوفيكس، والأسبرين) ، وتناول مسكنات الألم .
وبصورة عامة الأسباب العامة تزيد فترة ، و كمية الرعاف ، و هي ليست سبباً مباشراً له ، و لكن بوجودها يكون الرعاف خطيراً ، و يجب عندئذ تدخل الطبيب الاختصاصي .
– ماهي الحالات التي يتوجب فيها استشارة الطبيب الاختصاصي ؟
عند استمرار النزف مدة أكثر من ربع ساعة ، و إذا كان السبب ضربة على الأنف .
أيضاً ،في حال وجود أمراض الضغط، أو الدم ، أو استعمال أدوية غير مناسبة شكلت اختلاطاً دوائياً أدى إلى حدوث نزيف دم على نحو مفاجئ .
، وإذا ما تكرر مثل هذا لنزف أكثر من مرة ، أو في حال التعرض لحادث سيارة ونجم عنه نزفاً شديداً من الأنف( ربما يكون السبب كسراً في الجمجمة ) .
– كيف تتم آلية العلاج ؟
في حال الرعاف الأمامي ، وخاصة عند الأطفال ، قد يكون مجرد الجلوس ، وإمالة الرأس للأمام ، مع الضغط على الأنف لمدة خمس دقائق أمراً كافياً لإيقاف الرعاف .
ومن الممكن أن نضع الثلج على جسر الأنف ، أو قد نضطر لوضع دك أنفي لمدة ساعتين ، وهذا الإجراء غالباً ما يكفي للتعاطي مع هذه الحالة .
– كما أن التطبيق المحلي للأدوية المقبضة للأوعية الدموية ، يقلّل وقت النزيف في الحالات الحميدة من الرعاف ، مثال: ( اوكزيميتازولين ، أو فينيل افرين ) .
أما في حال استمرار النزف ، فلابد من الفحص من قبل الاختصاصي ، وفي مثل هذه الحالة ، لابد من الأضطرار إلى الكي ، أو الدك الخلفي ، أو التداخل الجراحي ، بغية استئصال ورم ،أو ربط شرياني .
– هناك أخطاء شائعة عدة في الرعاف ، هل من الممكن التوقف عندها ، والإشارة إليها ؟
– إرجاع الرأس للخلف ، مما قد يؤدي إلى ابتلاع الدم ، وبالتالي يصعب تقدير كمية الدم النازفة .
– الاستلقاء على الظهر ، أو وضعية النوم ، وقد يؤدي إلى وصول الدم إلى الطريق التنفسي مما قد يكون له نتائج خطيرة .
– سد الأنف الخاطئ بالقطن ، أو المحارم من قبل المريض ، قد يؤدي إلى ابتلاع الدم أو استنشاقه .
– تنظيف الأنف بقوة بعد توقف النزف مما قد يؤدي إلى عودة الرعاف .
– أخيراً.. لنتوقف عند الطرائق التي بجب اتباعها للوقاية من كل أنواع الرعاف ؟
الوقاية ، تكمن بإتباع عدة عوامل ، منها : عدم العبث بالأنف ، و دهن المنطقة الجافة من الأنف ..المعرضة للنزف بواسطة مرهم مطري مقبض .
– ضرورة المحافظة على مستوى رطوبة مناسبة في المنزل ، و ذلك بترطيب الجو من داخله .
– تجنب درجات الحرارة المرتفعة ، و دون الوقوف تحت أشعة الشمس عندما يكون هناك حدوث رعاف متكرر ، إضافة إلى الإكثار من تناول السوائل ، وضبط ضغط الدم والشحوم والكولسترول عند المسنين .
رقم العدد ١٦٠٠٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار