فضاء الواقع وفلسفة الحياة في أمسية قصصية لأصدقاء اللغة العربية

 

الجماهير – عتاب ضويحي

أقامت مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع جمعية أصدقاء اللغة العربية أمسية قصصية بمشاركة الأدباء “الدكتور أحمد زياد محبك، بسام الرمّال وسهى جودت” على مسرح ثقافي العزيزية.
قصص حلقت في فضاء الواقع لامست أدق تفاصيل الحياة تناولت الواقع النفسي والاجتماعي والاقتصادي المعاش، مع فلسفة حياتية ضمن حبكة قصصية نظمت تسلسل الأحداث من البداية إلى النهاية، كما لم تخل النصوص من الصور البيانية والكنايات،بلغة سلسلة وجمل معبرة عن الفكرة.
بداية قرأ الرمّال قصة بعنوان “ليلة القدر” تناولت الإنسان وفلسفته في الحياة في إطار الحلم، إذ تدور أحداثها حول شخصية البطل الحالم الذي يتمنى في ليلة القدر أن يتوقف الزمن، ثم تتوالى الأحداث في الحلم ويظهر الصراع الطبقي وصراع الإنسان مع الإنسان ومع النظام الكوني الذي صاغه لنفسه ومما جاء في القصة المقطع الآتي :
كنت أتحرى ليلة القدر ولساني يلهث بالدعاء والرجاء، عندما غالبني النعاس فرنق الوسن في أجفاني، ورأيت فيما يرى الحالم بين النوم واليقظة أن قوى السماء تفتحت، وتدفق نور باهر يغمر جوانب الكون “.
كما ألقت القاصة جودت قصتين واقعيتين” دماء الفرس وظل عالقاً في الذاكرة “
في الأولى دارت الأحداث حول حلم يراود البطلة ويتكرر غير مرة ترى فيه صديقتها التي أعجبها عالم الغواية، بصور قاتمة تنذر بوقوع مكروه لها، وتسدي لها بالنصيحة لكنها تقابلها بالضحك والاستهزاء.
في القصة الثانية تدور الأحداث حول شخصية البطلة الأم” عليا ” التي تعاني من قسوة الحياة وظروفها الصعبة من خلال معاناتها من وفاة زوجها السكير، واضطرارها لدفع ابنها ياسر للعمل في سن صغيرة وتنتهي حياته في سن ال16 إثر حادث أليم لتكبر معاناة الأم أكثر فأكثر،
ومن قصتها الأولى قالت :
“الأحلام المزعجة تخيفني وتجعلني أدخل في حالة من التوتر والقلق، أنا أحسب ألف حساب لهذا المنام ولذاك الذي مضى عليه زمن، كانت الشمس تغط جدائلها من خلف الغمام، وعيناي تبحثان عن خط الأفق الذي اختفى هو الآخر وراء العمارات والفنادق الشاهقة، فما عدت أشاهد سوى سطوح ضربت عليها أقراص مقعرة قابلة للصدأ”.
وختم الأمسية الدكتور محبك بقصتين من أرض الواقع الأولى بعنوان” العودة إلى السوق “والثانية” ڤيلا عمار”.
تحكي الأولى عن قصة البطل الذي يتعرض لوعكة صحية ويحتاج لإجراء عملية وأثناء تجهيزه لها، يسترجع شريط حياته بمافيها من أخطاء وأغلاط، وحبه للمال والنساء، ثم يقطع عهدا لربه أن يترك كل مايغضبه بعد خروجه بالسلامة من العملية لكنه سرعان ماينسى وعده بعد أن يتماثل للشفاء ويعود لما كان عليه.
وفي الثانية تدور الأحداث حول شخصية حلبية صناعية تهاجر إلى الخارج بعد أزمة الخيوط، يفتتح معمله الخاص ويطور نفسه لكنه يبقى مرتبطا بأرضه ووطنه من خلال بناء” فيلا “لولده عمار الذي يوصيه بالعودة للوطن ويفتتح مشفى فيه يعالج المرضى، يسمع الابن لنصيحة والده وعندما يعود يتفاجأ بما يدور حول والده من قصص وحكايات تنال منه ومن سمعته ليقرر العودة إلى غير رجعة.
ومن قصته الأولى قرأ مايلي :
“جهاز تخطيط القلب إلى جواري، والطبيب يقرأ شريط التخطيط، الممرضة تغرس إبرة في ساعدي، عيناي شاخصتان إلى التلفزيون المعلق عاليا في الجدار قبالتي، أتابع الشيخ وهو يتلو آيات من القرآن الكريم، أستغفر الله يارب لن أعود إلى ماكنت عليه من قبل، أسألك يا الله السلامة كي أتعبدك ليل نهار، أحس أني فراشة أحلّق في الفضاء لا وزن لي، ولا أكاد أحس بشيء”
قدم وأدار الأمسية رئيس الجمعية جمال الطرابلسي وحضرها عدد من المتابعين للشأن الأدبي.


تصوير: هايك أورفليان.
رقم العدد ١٦١٩٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار