الجماهير – عتاب ضويحي
” الرؤيا في شعر المتنبي “عنوان المحاضرة التي أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب قدمها الدكتور عبد السلام الراغب.
دار حديثه فيها حول رؤية المتنبي السياسية التي وهب حياته لإعادة القوة والمجد للحكم العربي وتحريره من سيطرة الأعاجم .
فما هذه الرؤية السياسية التي جعلت الناس بين متعصب له ومتعصب عليه، فكما أوضح المحاضر أن المتنبي اكتسب عظمته من قوة شخصه وشعره ومواهبه، فاستطاع أن يعبر بفكره وحكمته من خلال عاطفته وانفعال نفسه .
والشعر بالنسبة للمتنبي كان وسيلة التواصل في نقل الفكر، واتخذ الشعر وسيلة إعلامية مؤثرة ونجح في تحريك المشاعر العربية وأن يجمع بين من يؤيده، لكن رؤية المتنبي السياسية للتغيير السياسي كما قال المحاضر رأى فيها حكام ذلك الزمان خطراً عليهم، فحاربوه وتآمروا عليه واتهموه بالباطل ومنها ادعاؤه النبوة، لكن الشاعر المتنبي لم تثنه تلك الاتهامات عن تأدية رسالته ودفع حياته ثمناً لذلك. وتابع الراغب في حديثه حول امتلاك المتنبي القدرة على قيادة أمته، من خلال تقديمه لنفسه وقدراته وصفاته الذهنية والجسمية على العرب، وفي الوقت نفسه أحس أنه مخلوق للقيادة.
وأدرك المتنبي أن المجد يكمن في دعامتين الأولى الفكر والثانية القوة، لذلك عزف في شعره على الفكر ومجّد القوة،ونقد الناس والواقع فاستغل أعداؤه ذلك حتى يبعدوا عنه مؤيديه، وفي الحقيقة المتنبي لم يسجن بسبب ادعائه النبوة بل لدعوته السياسية، والكلام للمحاضر، فبعد خروجه من السجن ظل يبحث عن النصير والمؤيد فقوى علاقته بسيف الدولة ومدحه ورأى فيه الأمل الذي من الممكن أن يحقق رؤيته من خلاله، لكن رؤية السياسي تختلف عن رؤية الأديب وتباطؤ سيف الدولة لم يرض المتنبي، فقصد مصر وبعدها بلاد فارس لكنه عاد بالخيبة ولم يتخل عن شعوره وإحساسه فيطيل وصفه للطبيعة ويوجز بوصف ممدوحه .
وختم الراغب بالقول حين نقرأ شعر المتنبي كأننا نعيش واقعنا، إذ حمل الثقافة والفكر وبقدر ماكان لديه أمانة ورسالة، كان لديه تميز بأدبه وشعره العبقري الذي يحاكي طموحنا وواقعنا.
تخلل المحاضرة العديد من المناقشات والمداخلات من الحضور، وقد حضرها الدكتور أحمد زياد محبك وقدمها أسامة مرعشلي.
ت هايك أورفليان
رقم العدد ١٦١٩٧