تأثر بموسيقا حلب وبمبدعيها الفنان المغربي محمد الخمليشي للـ(الجماهير): لم أجد من يعرّفني إلى الجمهور!

 

الجماهير- بيانكا ماضيّة

لم أكن أعرفه، ولكن حين أرسل لي رابط أحد الفيديوهات التي يظهر فيها، شعرت أن شيئاً لديه يرغب في أن يقوله، استمعت إلى الفيديو الذي يظهر فيه مع أساتذة عازفين في محل لبيع الأدوات الموسيقية، صاحب المحل يعزف على آلة الكمان، وعازف آخر على آلة قانون، وعازف ثالث على العود، وما إن بدأ الشاب بموال على مقام الكورد، لقصيدة (الحب ديني فلا أبغي به بدلا) حتى ظهرت خامة صوته، صوت نقي عذب، لاتشوبه شائبة، يطرب السامع له.
إنه الفنان محمد الخمليشي، من مدينة طنجة، المغرب مواليد عام 1983، بدأ مشواره من مدرسة القرآن الكريم وهو في سن السابعة، هناك حيث تم اكتشاف صوته من أجمل الأصوات، شارك في مسابقات محلية وفاز بالمراتب الأولى، وفي أواخر التسعينيات انضم لفرقة إنشادية، ومن هناك توسعت لديه دائرة التنسيق بين الكلمات الهادفة والصوت الجميل. شارك كثيراً في مهرجانات إنشادية مع مجموعة من الفرق، وكان موفقاً في مشاركاته كافة.
في بداياته الفنية وبدايات عشقه للموسيقا، كان يرغب في الدراسة في المعهد الموسيقي إلا أنه لم يتمكن من ذلك إذ كان الرفض كلياً من أسرته التي كانت ملتزمة لحد أقصى، وهذا ما جعله يبحث عن كيفية تعلم الموسيقا، اشترى عوداً بعد أن جمع ثمنه، درهماً درهماً، لكن بعد أن علم والده بوجود العود في المنزل حطمه له كيلا يكون محمد موسيقياً.
بعد أن شقّ الفنان الخمليشي طريقه وعرف بصوته الجميل، ظُلم من قبل وسائل الإعلام المغربية، كما ظُلم من قبل أبيه، إذ أهملت صوته وفنه.
(الجماهير) التقته عبر شبكة التواصل الاجتماعي، ودارت بيننا دردشة بسيطة حول البحث الموسيقي وتأثره بالفنانين، يقول الفنان الخمليشي: بدأت البحث في الموسيقا العربية وتأثرت بحلب ومبدعيها مثل: حسن حفار، أديب الدايخ، منير عقلة، صبري مدلل وغيرهم، في المقابل تأثرت كذلك بسلاطين القراء والمطربين كأم كلثوم، صالح عبد الحي، علي محمود، محمد عمران، النقشبندي، مصطفى إسماعيل، نادرة، الموجي، السنباطي، محمد عبدالوهاب، سيد درويش، صباح فخري، محمد خيري….واللائحة طويلة، وهكذا استطعت أن أفهم الغناء الصحيح نوعاً ما ببحثي الخاص، ولله الحمد استطعت أن أجعل صوتي بين من هم مشهورون في المغرب بدون تعليم أكاديمي للموسيقا، لكن للأسف لم أجد من يعرّفني إلى الجمهور أبداً، وجدت عالماً آخر فيه من العلاقات ما فيه ومن الوساطات مافيه، مروري الوحيد كان في القناة الأولى المغربية الرسمية من خلال برنامج ثقافي، وقد كنت ضيفاً في الفقرة الفنية، تحدثت في أثنائها عن المدارس العربية الأصيلة وعن نشأتي الفنيّة..
هناك فنانون يتابعون صفحتي على الفيسبوك وعلى قناتي اليوتيوب البسيطة تصلني آراؤهم ولكن لايقدرون على البوح بما في دواخلهم، أنا فنان رزقني الله بصوت فيه نوع من الجمال، هذا الجمال يجب أن يسوق إلى الناس، ويجب أن نسوق أفكارنا ومافي دواخلنا وقناعتنا بالغناء العربي الأصيل، حتى نضيف إلى الحياة جمالاً .
ويتابع: هناك من قال إنه يجب عليّ ألا أغني الغناء المغربي وإنما أغني للشرق، وكنت دائماً أدافع عن الغناء العربي وأصفه بالصعب والمعيار للفنان، إذا تمكن الفنان من أداء الغناء العربي الأصيل فقد تمكّن من كل الألوان الغنائية.
أتمنى أن يتعرف على فني الجمهور العربي، أنا لا أقصد الشهرة، ولكن أريد أن يسمع صوتي الجمهور العربي، وهذا هو مبتغاي.
وعن موقع الفن الأصيل مما نسمعه اليوم، يقول الفنان محمد: كما قال الأستاذ الكبير محمد عبد الوهاب رحمه الله، الفن الأصيل مازال موجودا وخير دليل هو الأصوات التي مازالت تعيد غناءها في أكبر البرامج والمسارح العربية العالمية، لكن ما نسمعه اليوم هو ضجيج منظم، يعتمدون على الريتم يعني الإيقاع السريع ومدة الأغنية لا تتجاوز ثلاث دقائق ويضعون فيديو كليب يسوقون بهرجتهم في قالب من الصورة، يعني الاعتماد على الصورة وليس على الغناء، من هنا نعلم جيدا ضعف الصوت والكلمة واللحن الذي بدوره يكون محدودا فقط في مقامات غربية سهلة، يهربون من المقامات العربية ولايستعملون الآلات العربية يعني الوتريات، بحكم صعوبة عزف،ها والصوت الذي يصلح للغناء عربياً مطلوب أن تكون له مجموعة من المقومات: جمال الصوت، فهم للموسيقا فهماً وعلماً، ثم المساحة الواسعة في الصوت وكذلك الإحساس الجميل والذي يكون سببه صدق الفنان في غنائه.
رقم العدد ١٦٢٢٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار