جوائز الأسدي السنوية الإصدار السادس ٢٠٢٠ … وحوار مع الدكتور ناهد كوسا مؤسس الجائزة

الجماهير- بيانكا ماضيّة

صدرت منذ أيام قليلة جوائز الأسدي السنوية الإصدار السادس ٢٠٢٠، هذه الجوائز التي أطلقها ابن حلب البار الدكتور ناهد كوسا، المقيم في كندا، وكانت على الشكل الآتي:
– عن الأسدي ومؤلفاته: المهندس محمد صبحي صقار، عن موسوعته (3 أجزاء) : أسماء العائلات في حلب القديمة والدكتورة هزار أبرم، من جامعة حلب، اللغات السامية، عن كتابها: الكلمات السريانية والآرامية في موسوعة حلب المقارنة للعلّامة الأسدي.
– توثيق تراث مدينة دمشق: السيدة هلا قصقص عن كتابها: المقاهي الشعبية في دمشق.
– عن قصص الأطفال، الأديب محمد أبو معتوق، عن مجمل أعماله. له ثلاثون كتاباً مطبوعاً بالإضافة إلى مسرحيات وروايات تمّ عرضها بشكل مسلسلات تلفزيونية.‎.
– عن التراث الأرمني، كورال اسبنتياريان (65 على تأسيسه) من حلب إلى العالمية. تأسست الجوقة الفنية الموسيقية في حلب عام 1953 بقيادة المايسترو جيراير إسكانيان وضمّت حينها 75 عضواً ترافقهم فرقة موسيقية مع آلات وترية صغيرة. قدّمت الفرقة العديد من الحفلات في المحافظات السورية وساهمت في معظم النشاطات الوطنية ثم توسعت نشاطاتها لتشمل أرمينيا ولبنان حيث قدّمت عام 2001 حفلة في صالة اليونسكو وأخرى في الجامعة الأمريكية وغيرها في دور الأوبرا.
– عن تراث مدينة حلب: المحامي علاء السيد، لتأسيسه دار الوثائق الرقمية التاريخية. وكتابه “تاريخ حلب المصوّر أواخر العهد العثماني” صدر عن دار شعاع 2011، ويعتبر أوّل كتاب يوثّق تاريخ المدينة خلال الأربعين عاماً الأخيرة من الحكم العثماني.
– عن تراث مدينة اللاذقية: الكاتبة ناديا شومان، عن مجمل أعمالها. والكاتبة شومان توسع بصيرتها الدقيقة لتشمل ليس مدينة اللاذقية بحسب بل ريفها بأكمله ولتسلط على قضية إنسانية.
وكذلك السيد زياد أندريه فاتول من مدينة اللاذقية لتوثيقه مقطوعة “قريدية البيجاما”. وهي أغنية شعبية من مدينة اللاذقية ذات طابع هزلي هجائي ترجع إلى ستينيات القرن الماضي.
لم يتم تسجيل هذه الأغنية أو تداولها سابقا، وإنما بقيت محفوظة في ذاكرة بعض الأشخاص ممن عاصروا الأحداث التي رافقت تأليفها. عمل السيّد فاتول على تجميع كلمات الأغنية ومطابقتها مع اللحن حسب ما سمعه من الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة ويذكرونها جيداً، ثم قام بتسجيلها خصيصاً للمشاركة بمسابقة الأسدي. كما أرفق ببحثه تعريفاً بالقالب الموسيقي الشعبي اللاذقاني “القريديّة” الذي لم يعد مستخدماً حاليا. كذلك، أرفق مع بحثه شرحاً لمعاني بعض المفردات المحلية المستخدمة في الأغنية.
– التراث الشركسي : الجمعية الخيرية الشركسية والفرقة الفنية الفولكلورية. لدورها وأعمالها الهادفة للمحافظة وتوثيق التراثين المادي وغير المادي للشراكسة في مدينة حلب من دورات تعليم اللغة الشركسية والمعارض الفنية ونشاطاتها الفلكلورية ومشاركاتها مع مديرية الثقافة بحلب في الندوات والمحاضرات المتعلقة بالحفاظ على التراثين المادي وغير المادي لمدينة حلب بمكوناتها الثقافية والبشرية.

-الأعمال الفنية المتعلقة بالأسدي ونالها الفنان النحّات بكري عبد القادر بساطة (نحّات الأسدي). وهو خريج مركز الفنون التشكيلية “متحف فتحي محمد” عام ١٩٦٣. حصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب عام ١٩٧٢ وعمل من بعدها في ميدان التعليم. أقام العديد من المعارض الفردية، وشارك إلى جانب كبار الفنانين في المعارض الجماعية. له دراسة بعنوان ” الهوَى حلب” عام ١٩٨٥ تُمثل الأسدي واقفاً في أحد ساحات حلب. ووضع مؤخراً لصفحة الأسدي دراسة تفصيلية لتمثال الأسدي واقفاً كمشروع لنصب من إهداء المغتربين إلى جامعة حلب ينتظر الضوء الأخضر.
فيما حجبت جوائز التصوير الضوئي وتوثيق التراث السوري باللغات الأجنبية والدراسات العليا والدكتوراه.
علماً بأن أقل جائزة تبلغ 500 دولار تقدّم بالعملة السورية حسب الأنظمة والقوانين في سورية.
وهناك ٥٠٠ يورو وألف دولار.

– حتى لا تتكرر مأساة الأسدي!.
وفي لقاء للـ(الجماهير) عبر موقع التواصل الاجتماعي مع الدكتور ناهد كوسا مؤسس الجائزة القاطن في كندا، وهو أحد طلاب الأسديّ الذي آل على نفسه متابعة كل مايخصّ سيرة وحياة أستاذه، وقد كان رحلة بحثه في خطا الأسديّ قرابة عشرين عاماً، معروف بسعيه الحثيث وجهده الدؤوب لمعرفة كل التفاصيل الخاصة بأستاذه. ولسؤاله عن بدايات اهتمامه بالأسدي، وعن هذه الجائزة، يقول:
“بعد غياب طويل عن بلدي عدتُ إليه في آخر التسعينيات الماضية حاملاً معي النشيد السوري مدوناً بألوان العلم على حبة من الأرز الطبيعي (رقم قياسي دولي مسجّل في غينيس. والحبّة الآن في القصر الجمهوري بدمشق).
عندما سألت عن مصير أستاذي الختيار صاحب المخطوطات لم يستطع أحداً أن يهديني إليه أو يعطيني أية معلومات أو صور عنه “فلعب الفار بعبّي” أنا الذي زرته في بيته مرتين ورافقت دربه وأعطاني صورته كـ “أمانة” وذكرى.
كانت تصلني -أول بأول – إلى بلد اغترابي كندا نسخ من الطبعات الأولى لموسوعة حلب المقارنة التي أعادت إلى ذاكرتي من كان يدرّسنا ويعلمنا أصعب القواعد العربية رقصاً ولحناً وغناءً.
ويتابع: عام 2006 خلال تأسيسي للبرنامج الإذاعي السوري ليالي يامال الشام خصصت فقرة ثقافية “أنت تسأل ونحن نجيب” وهي الفقرة التي قدّمها الأسدي في أواخر حياته على أثير إذاعة حلب مقابل بضعة ليرات سورية ليغطي بها ثمن أدويته وهو في عمر السبعين سنة!
وفي ربيع عام 2008 خصصت رحلة إلى حلب تحت عنوان “على خطى معلمي الأسدي من المهد إلى اللحد” (بالتنسيق مع وزارة المغتربين بدمشق والمكتب الثقافي في السفارة السورية في كندا وجامعة حلب) وبقيت أكثر من ثلاثة أشهر أتنقل بين الجلّوم (مسقط رأسه” والمكتبة الوطنية وجمعية العاديّات والمبرة الإسلامية (حيث توفي) ومقبرة الصالحين (حيث لم تلامس جثته الثرى) صدمتي كانت كبيرة؛ لأن آثار الأسدي تُمحى .. وغابت – أو غُيّبت – العديد من مخطوطاته.
ويكمل بالقول: وحتى لا تتكرر مأساة الأسدي، راودتني عام 2009 فكرة تكريم الباحثين العصاميين الذين يعملون على توثيق تراثنا أسوة بالأسدي، ودعمني بهذه الفكرة كل من الأستاذين القديرين محمد قجّة رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات حينها وتميم قاسمو أمين السرّ .. وهي الجمعية التي خدمها الأسدي حتى آخر يوم في حياته حيث كان نائباً للرئيس وأمين سرّها.

– إطلاق الجائزة وتوثيق التراث!.
وحين سألناه عن إطلاق الجائزة، قال: مع بداية الأحداث الدامية وخراب أوابدنا الأثرية التي لا تقدّر بثمن أطلقتُ الجائزة الأولى عام 2014 لتوثيق تراث مدينة حلب (كتابة أو صوراً) عن نراث مدينة حلب أو عن سيرة الأسدي ومؤلفاته مع دعم تشجيعي للفائز (ما يعادل الألف دولار تمنح بالعملة السورية وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في كل من سورية و كندا). وقد لاقت هذه المبادرة تجاوباً كبيراً وشارك فيها أساتذة جامعات وباحثون وانضمّت إليّ الطبيبة النفسانية د. مهى حمّاض من باريس وأصبحت الجائزة جائزتين .. ثم ثلاث بانضمام رجل الأعمال السوري إدوار هلال (من لبنان) تلاه الطبيب الجراح د. منذر حمّامي من إسبانيا والمهندسة لينا الفرّا (من كندا) ورجل الأعمال فتح الله قديد (من الولايات المتحدة) .. هذه السنة انضمّ إلينا المهندس باسم شومان (من دبي) والسيدة قمر طويل وزوجها محمد آل السلطان الغوري (كندا) .. وفي السنة القادمة معنا كل من الكاتبة القديرة جُمانة طه (من جبلة) والبروفسور د. خلدون ضياء الدين (من سويسرا).
جائزة الأسدي الوحيدة اليتيمة لتكريم المبدعين من وطننا الغالي الحبيب سورية عام 2014 .. أصبحت 20 جائزة عام 2021 في الذكرى الخمسين لرحيل علّامة حلب.

– لجان التحكيم!
وعن لجان التحكيم أشار د. كوسا إلى أن: لكل فئة أو جائزة لجنة تحكيم خاصة بها مؤلفة من 5 إلى 7 أشخاص (هذه السنة كان معي في لجان التحكيم 48 شخصاً من مختلف بلاد الاغتراب ومن سورية .. وهذا يتطلب الكثير من الوقت للتنسيق). تضمّ لجنة التحكيم كل من المانح ومنظم الجائزة (كمراقب) بالإضافة إلى أكاديميين وأخصائيين في ميدان الفئة المذكورة.
تعرض شروط المسابقة في كل فئة ابتداء من مطلع السنة الجديدة، وينتهي التقديم في أول تشرين الأول. تتم دراسة المواد خلال شهري تشرين الأول والثاني ثم يتم التصويت لاختيار الأفضل.
كما هي الحال في كل سنة، تذاع أسماء الفائزين في مطلع شهر كانون الأول .. كل يوم فائز لفئة معينة، أما الشهادات والجوائز التشجيعية فتسلّم لأصحابها يوم 29 كانون الأول يوم رحل الأسدي دون تكريم ولا تشييع !
أيضاً، وعلى هامش الموضوع لم يصدر إلى اليوم أي طابع بريدي تذكاري سوري للأسدي الحاصل على أعلى وسام في سورية – بعد وفاته !.. وقريباً، خلال أيام ستصدر كندا طابعها البريدي التذكاري الخامس، مجموعة خاصة في الذكرى الخمسين لرحيله.
رقم العدد ١٦٢٥٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار