من يجرؤ؟!

الجماهير / مزعل المزعل

إن إصرار البعض على استجلاب المسيلمات (جمع مسيلمة) وتقديمهم كأتقياء وورعين ، والتعامي عن قامات يشهد لها البعيد قبل القريب يعطيك صورة عن مدى التضليل الذي يقوم به هؤلاء فقط ليخرجوا من دائرة الأشياء التي ليس لها اسم . . الآن وبإيجاز شديد :
إن أردتم تشبيه الرجال بالقلاع هاكم د. نضال الصالح :
من يجرؤ على التعريف بنفسه ؟ هكذا يتساءل د. نضال في مقدمة كتابه ( نضال الصالح أديباً وناقداً ) ويتابع :
شخصياً لا أستطيع ذلك، واعتذرتُ عنه غير مرة في غير حوار، ولذلك أجدني عاجزاً عن كتابة سطر واحد هنا والآن، لأنني لا أعرفُ من أين أبدأ، وكيف أبدأ، ومتى عليّ أن أضع نقطة النهاية لما قد سأكتب.
هل أبدأ من طفولتي التي لمّا يزل الكثير منها يانعاً في الذاكرة؟ من ذلك اليوم الذي غادرت فيه رحم أمي إلى جحيم هذه اللعوب الحياة، في ذلك البيت الحلبي القديم في أحد أعرق أحياء المدينة القديمة، باب المقام، الذي يتوسد زند قلعة حلب، أم من القلعة نفسها التي سفحتُ على حجارتها وفي خندقها طيش الطفولة البكر، أم من مدرستي الابتدائية الأولى التي تقع في منتصف الطريق بين باب المقام والقلعة، والتي تحمل اسم جدّي المتنبي الذي سحرتني سيرته كما سحرني شعره، فكان الروح الذي يغمر بضوئه الأخّاذ أرواح العالم التخييلي في روايتي الثالثة “خبر عاجل”، أم من سنوات الدراسة الأولى في إعدادية عبد الحميد الزهراوي المشرفة على القلعة…؟
أأحكي عن الفتى الذي تركته أسرته في حلب ليواجه الحياة وحده وهو لم يكن تجاوز الثالثة عشرة بسبب انتقالها إلى مدينة الطبقة / الثورة حيث شاء العمل الوظيفي لأبيه أن يكون هناك عاملاً في سدّ الفرات، أم من مدرسة جمال عبد الناصر في تلك المدينة، التي حصل منها على الشهادتين الإعدادية والثانوية، والتي شكّلت العلامات الفارقة في وعيه فيما بعد بسبب حمولتها المجتمعية الباذخة على غير مستوى: طبقيّ وإثنيّ ودينيّ ومذهبي، أم عن ذلك الشاب الذي وجد نفسه وحيداً من جديد بعد حصوله على الشهادة الثانوية (الفرع العلميّ) وإقامته في حلب طالباً في دار المعلّمين (نظام الصف الخاص)، التي اضطر إلى الالتحاق بها على الرغم من أنّ درجاته كانت تؤهله للتسجيل في الجامعة، محاولاً بذلك اختزال الزمن ليكون له دخل يمكّنه من أسمى قيمة كان يؤمن بها، الكرامة، وليمنح أكثره لأسرته لتقوى به على مواجهة أعباء الحياة؟ أم من ذلك اليوم الذي قلب حياته رأساً على عقب، اليوم الذي رأى فيه، مصادفة، أحد زملاء دراسته في المرحلة الثانوية، فيسأله عن الكلية التي اختارها للدراسة في الجامعة، فيتلعثم في الإجابة، ثمّ يكون القرار: التقدّم إلى امتحانات الشهادة الثانوية بالدراسة الحرّة، فالتسجيل في الجامعة، وهو ما كان، ثم متابعة الدراسة حتى الحصول على أعلى شهادة علمية، وهو ما كان أيضاً؟
أيبدأ من تلك الليالي التي كان يساهر فيها كتاباً مستعاراً من مكتبة المدرسة، أو المركز الثقافي، أو مجلة، أو صحيفة، ويقرأ على ضوء شمعة، ويلتهم كلّ ما تبلغه يداه من ضروب المعرفة، ولاسيما الأدب، فيضطرب جمر الكتابة في روحه وبين أصابعه، ويتلقف مدرس اللغة العربية في مدرسة جمال عبد الناصر أول نصّ قصصي له، ويرسله إلى مجلة المعلم العربي التي كان الشاعر الكبير سليمان العيسى رئيس تحريرها، ثم يجد اسمه بين مصفوفة من الأسماء التي كانت تشكّل علامات كبرى في الثقافة السورية وهو لم يكن مضى نحو السابعة عشرة من عمره، ثم يفعل الجمر فعله في حياته، فيكون رصيده من زيت الكتابة خمسة وعشرين مؤلَّفاً ما بين مجموعة قصصية ورواية وكتاب نقديّ و…؟
أما أن تسأل أنت عزيزي القارئ من هو نضال الصالح فإليك الإجابة :
. نضـــال الصـــــالح
مواليد: حلب / سورية 5 / 6 / 1957م.
– درس في حلب، وحصل على الشهادة الثانوية (الفرع العلمي) 1975، ثمّ تخرج في دار المعلمين (الصف الخاص) سنة 1976 بتقدير ممتاز.
– حصل عام 1983، بالدراسة الحرة، على الشهادة الثانوية (الفرع الأدبي)، وعام 1987 على الإجازة في اللغة العربية، بتقدير جيد. وعام 1988 على شهادة دبلوم الدراسات العليا بتقدير “ممتاز”، وعام 1992 على شهادة الماجستير بتقدير “امتياز”، وعام 2000 على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، النقد الأدبي الحديث، من جامعة حلب، بتقدير “امتياز”.
– مدرّس النقد الأدبيّ الحديث في جامعة حلب (2001 – 2014) وفي جامعة دمشق (2015 – ).
– أستاذ زائر في جامعة نزوى (سلطنة عُمان) سنة 2007.
– معاون وزير الثقافة (2013 – 2014).
– مدير معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في سورية (2014 – 2015).
– المشرف العام على مناهج اللغة العربية وتطويرها في وزارة التربية في سورية.
– عضو اتحاد الكتّاب العرب منذ عام 1991.
– نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية للشؤون العلمية / جامعة حلب 2007 – 2009.
– عضو مجلس اتحاد الكتّاب العرب (2010 – 2020)
– رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية (2015 – 2019).
– مساعد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب (2015 – 2018).
– نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب (2019 – 2022).
– حصل على أكثر من عشرين جائزة في القصة، والرواية، والنقد الأدبيّ، داخل سورية، وعلى المستوى العربي، ومنها جائزة القدس التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب.
– شارك في عشرات المؤتمرات العلمية والندوات والمهرجانات الثقافية داخل سورية وخارجها.
– حصل على عدد من شهادات التقدير من مؤسسات ثقافية عربية مختلفة، منها: الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، ومنتدى الفكر العربي بعمّان، ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
– أسهم في تحرير عدد من الموسوعات العربية حول الإبداع السردي في سورية.
– عضو لجان تحكيم في عدد من المسابقات الأدبية في سورية والوطن العربي.
– كتب مقدّمات عدد من الأعمال الإبداعية العربية والأجنبية المترجمة.
– كتب عن إبداعه ونقده عددٌ من النقّاد العرب.
– أشرف على عدد من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في جامعة حلب، وحصل طلابه جميعاً على تقدير امتياز.
– عضو لجان تحكيم عشرات رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في الجامعات السورية.
صدرت له المؤلفات الآتية:
1. “مكابدات يقظان البوصيري”. قصص. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1989.
2. “الأفعال الناقصة”. قصص. اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 1990.
3. “جمر الموتى”. رواية. دار سعاد الصباح، الكويت 1992.
4. “طائر الجهات المخاتلة”. قصص. مركز الإنماء الحضاري، حلب 1998.
5. “تحوّلات الرّمل: الحكائي والجمالي في القصّة القصيرة في قطر”. نقد. دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة 1999.
6. “المغامرة الثانية: دراسات في الرواية العربية”. اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 2000.
7. “النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة”. اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 2001.
ط2. دار العالمية، الجزائر 2010.
8. “معراج النصّ: دراسات في السرد الروائي”. دار البلد، دمشق 2003.
9. “نشيد الزيتون: قضية الأرض في الرواية الفلسطينية”. اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 2004 .
ط2. دار الأسوار، عكا 2019.
10. “القصّة القصيرة في سورية: قصّ التسعينيات”. اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 2005.
11. “قبل فوات الحكاية: دراسات في القصة العربية القصيرة”. اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2014.
12. “درب حلب: نصوص”. دار الشرق، دمشق 2015.
13. “توت شامي: نصوص”. دار الشرق، دمشق 2016.
14. “في فمي ماء: حوارات وشهادات”. دار سوريانا، دمشق 2016.
15. “الأعمال النقدية، المجلد الأول. في السرد الروائي”. الهيئة السورية العامة للكتاب، دمشق 2017.
16. “قدّك الميّاس: نصوص”. دار الحافظ، دمشق 2017.
17. “لو ذات سوار: مقالات في الثقافة”. دار كنانة، دمشق 2018.
18. “محمد حموية، اسم منسي في القصة السورية”. دار كنانة، دمشق 2018.
19. “سبع قصص من كتاب الحرب”. قصص. دار كنانة، دمشق 2018.
20. “من التخييل إلى التأويل: دراسات في الرواية العربية ونقدها”. دار نينوى، دمشق 2018.
21. “حكاية القارئ: دراسات في القصة السورية”. دار التكوين، دمشق 2018.
22. “الأعمال الأدبية. المجلد الأول”. دار المفكّر، دمشق 2019.
23. “كما يليق بضوء: شهادات وكلمات”. دار المفكّر، دمشق 2019.
24. “حبس الدم”. رواية. دار دلمون الجديدة، دمشق 2019.
25. “خبر عاجل”. رواية. دار الآن ناشرون وموزعون، عمّان 2020.
26. “النصّ الثالث: دراسات في نقد النقد”. دار سويد، دمشق 2021.
تحرير وتقديم:
1. “أديب نحوي: الأعمال الكاملة. مجلدان”. وزارة الثقافة، دمشق 2003.
2. “سميحة خريس: قراءات في التجربة الروائية”. أمانة عمّان الكبرى، عمّان 2005.
بالإضافة إلى اثني عشر كتاباً بالاشتراك مع آخرين.
رقم العدد 16337

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار