● وفاء شربتجي
يقع سوق المناديل بين سوق النسوان من الجهة الغربية المطلة على الجامع الكبير ، و سوق الصابون وخان الصابون من الجهة الأخرى.
سمي السوق بهذا الاسم نسبة للمهنة التي كانت رائجة حينها وهي بيع المناديل، وأشهرها تسمى(مناديل أويا) التي تشبه المناديل المصرية ذات الطابات ، كما كان يحوي السوق مختلف أنواع أغطية الرأس الخاصة بالنسوة (الشاشيات)، ومناديل الحمّام، وعمامات المشايخ، وغيرها من أنواع المناديل.
ولقد مرّ السوق قبل ذلك بعدة تسميات منها “سوق الطيبين” أو “سوق طيبة”، ثم تحوّل إلى “سوق القباقيب” أو “سوق القباقبجية” ، حينها كانت تجارة القباقيب الخشبية هي المهنة الأساسية فيه حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، حيث تراجعت تلك المصلحة، لتحل مكانها مصلحة تجارة المناديل بمختلف أنواعها.
ومع إنقراض تلك المهنة، بدأ التجار يتحولون إلى مصالح تجارية جديدة مثل ، بيع فساتين العرائس ، والذهب والفضة ، والألبسة الجاهزة وغيرها ، دون أن يتغير إسم هذا السوق ، أي “سوق المناديل” .
يبلغ عدد المحلات التجارية فيه بحدود ٤٠ محلاً تجارياً، كما يضم قيسرية تسمى “قيسرية الحكاكين” ، ومخزناً يسمى “مخزن الدرويش” ، حيث يضم عدة محلات كان يعمل أصحابها ببيع الذهب ، كما يوجد تفرع من داخل هذا السوق يفضي إلى سوق السجّاد .
يحوي هذا السوق على ” حمامات ” أثرية يعود تاريخها إلى الفترة المملوكية ، القرن الثاني عشر ميلادي ، بناها الأمير تعز ، وقد تم تجديدها في عام ٧٥٨ هجري ١٣٥٧ ميلادي ، وهي منشأة بشكل جميل، ووجودها في قلب المدينة القديمة هام جداً ، لما تقدمه من خدمات للزوار ولأصحاب المحلات، حيث ينزل إليها بدرجات تفضي إلى صحن واسع تعلوه قبه عالية ، ويتوزع فيه ١٢ حمّام صغير ، وغرفة للمشرف على النظافة .
وفي عام ٢٠١٤ تهدم هذا السوق بنسبة كبيرة بفعل الإرهابيين ، ولم يبق منه إلا أطلال تشي بإجرامهم وضلالاتهم ، دون أن يكترثوا لقيمة ما هدموه من إرث وحضارة.
آملين عودة مناديل الأمل لسوق المناديل .
رقم العدد ١٦٣٤٦
4 مُرفقات