“مِن مكتبتي ..”

الجماهير / المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سورية

النوعية في الممارسة العسكرية – بشار الأسد – مركز الدراسات العسكرية – دمشق – سورية – 1998 .

الجميع يَعرف أنه رئيسٌ للجمهورية العربية السورية، وأحبّه شعبه، وعرفوه قبل الرئاسة، ولكن القليل من عرف أنه مفكِّر وكاتب واستراتيجي.
قرأته بتمعن وكعادتي أخذت من أفكاره وتحليلاته ورؤيته المستقبلية، وفي كتابه هذا يظهر مُخططاً لِمستقبل سورية، وعندما انتخبته سورية رئيساً وضعَ الكثير من أفكاره في التطبيق.
للأسف تَمّت “سرقة” الكتاب من مكتبتي – وأتمنى أن احصل عليه -، ولكنني أحتفظ بما نقلته من هذا الكتاب.
لا أعرف كيف أكتب عنه بتلخيص، لأنه صورة واضحة لسنوات ما قبل الأزمة التي سُميت بمرحلة “التحديث والتطوير” والتي هي تطبيق عملي للأفكار والرؤى والطروحات.

اخترت لكم هذه الكلمات:

– طالما أن هناك عدواً يحتلّ جزءاً من أرض الوطن ويتطلّع الى التوسع والهيمنة فإن الحرب هي الوسيلة الأساسية لِمواجهة هذا العدو، وستكون حتمية في حالة فشل الوسائل الأخرى .

– لقد انتهى ذلك العصر الذي كان يُنظر فيه الى التربية والتعليم على أنها خدمة استهلاكية تُقدمها الدولة للمواطنين، وحلّت مَحل ذلك النظرة الى التربية والتعليم على أنها مشروع استثماري ناجح، يُعطي عائداً اقتصادياً وأمنياً كبيراً في إطار التنمية الشاملة .

– أما الوطنية فهي شعور معنوي – ذاتي، يُعِّبر فيه المواطن عن حبّهِ لوطنهِ أرضاً وشعباً، وعن اعتزازهِ بتاريخهِ وإنجازاتهِ، وعن تطلُّعهِ لأن يكون أكثر قوة وتقدماً وازدهاراً، باذلاً كلّ جهدٍ مُستطاع في هذا السبيل، مستعداً للدفاعِ عنه والتضحية في سبيله .

– الوطن حيث يولد الإنسان، وينمو، ويعيش، ويُقيم علاقاته في إطار الأسرة والمدرسة والحي والقرية والمدينة وكافة بقاع الوطن، وحيث يتفاعل الإنسان مع الطبيعة والمجتمع فيتأثر ويؤثر فيهما، وهكذا فإن الوطن ليس جغرافيا وتاريخاً فقط وإنما تراث وثقافة ومشاعر وهوية وحياة أيضاً .

– المجتمع الذي تسوده العلاقات الإيجابية، القائمة على العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة أمام القانون، وعلى الإلتزام بالقيم الأخلاقية، مجتمع ينمو فيه حب الوطن ويتأجج فيه الشعور الوطني الجماعي ضد العدوان الخارجي والمؤامرات الداخلية ويتسابق فيه المواطنون للدفاع عن أمن الوطن واستقلالهِ، وعلى العكس من ذلك فإن الشعور الوطني يتراجع ويضعف في المجتمع التناحري الذي يسوده الظلم والفوضى والفساد .

– على الرغم من تعدد أوجه التربية أو أنواعها فلا يمكن النظر اليها إلّا كمنظومة واحدة متكاملة، لأن هدفها واحد، ومادتها واحدة، ألا وهي الشخصية الإنسانية .

– إن عملية إنماء وترسيخ الفكرة القومية – الاشتراكية بحاجة، لا سيما في هذا الوقت، الى قادة ومربّين يُشكلون القدوة الحسنة أمام مرؤوسيهم .

– مما لاشك فيه أن من يريد إقناع الآخرين لابد أن يكون هو نفسه راسخ القناعة بالأفكار التي يريد أن يبرهن على صحتها، وأن يكون صادقاً في توخي الحقيقة، ودقيقاً في عرضها .

– إن خبرات الحروب، ومنها الحروب العربية – الإسرائيلية، تشير الى أن النصر لم يكن من نصيب الطرف الذي اقتصر عمله على تأمين التفوق بالقوى والوسائط فقط، وإنما كان من نصيب الطرف الذي وضع قواته في جاهزية قتالية تامة قبل دخول المعركة واثناءها .

– اظهرت حرب تشرين التحريرية عام 1973 أن القوات العربية السورية كانت تمتلك تسليحاً حديثاً ومتطوراً، ومع ذلك فقد أشارت الدروس المستفادة من الحرب الى ضرورة إحداث تعديلات تنظيمية في بنية القوات .

– ان القائد الذي يستطيع إجراء توازن كمّي ونوعي بين قواته وقوات العدو، وفق معطيات قريبة من الواقع، يَمتلك، بلا شك، صورة شمولية عن الإمكانيات القتالية للطرفين، وعن نقاط القوة والضعف لكل منهما، الأمر الذي يساعد على استخلاص استنتاجات صحيحة .

– سيكون التفوق الاستراتيجي، بعد مرور فترة معينة من الزمن، من نصيب الطرف الذي تمكّنَ من تحقيق السبق في المجال النوعي.
رقم العدد ١٦٣٥١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار