تنفيذ القرارات وإحداث التغيير

الجماهير_ أنطوان بصمه جي

في بداية كل عام يقف المرء مع نفسه لساعات يتفقد أهدافه وإنجازاته التي رسمها بداية العام السابق، وكما هو الحال عند الغالبية الكبيرة ففي أول يوم من العام الجديد غمرني شعوران، الأول إحباط وخجل ويأس لأنني أنتقل لعامٍ آخر جديد ولم أستطع الالتزام بعدة قرارات كنت قد رسمتها لأنجزها على مدار العام الماضي وخسارة سنة بأكملها والنتيجة تقدم سنة واحدة في العمر، والشعور الآخر ينتابه أمل وتفاؤل وعزم أن العام الجديد سيكون مختلفًا وأنّني سألتزم بقراراتي هذه المرة، وفي كل مرة لا أفعل، على الأقل حتى الآن.

من جملة القرارات التي رسمتها كتطوير لغتي الأجنبية وتعلم لغة ثانية أيضاً وقراءة بعض الكتب التي اقتنيتها من معارض الكتاب التي أقيمت خلال السنة الماضية، وغيرها الكثير من المهارات النحوية واللغوية التي تساعدنا على فهم الحياة وتلافي المعاناة، ذهبت أدراج الرياح ولم أقم بتحقيق ما يقارب 30% منها، ولأن الغالبية الكبرى من الناس يرغبون في إحداث التغيير والبحث عن حلول في شتى مجالات الحياة، الأمر الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال.

يخطئ كثيرون من الأشخاص عندما يضعون القرارات دفعة واحدة لتتناسب على مدار 365 يوماً، لنكتشف أن وضع قرارات ربعية أي لمدة 3 أشهر وتفقد ما تم إنجازه على طول الأشهر السابقة كفيلة لبث الأمل لقرارات جديدة بل أن نلقي بجميع القرارات في سلة واحدة وضمن قائمة طويلة لتكون النهاية مصرع تلك القرارات المرسومة وتحولها إلى خيبة كبيرة وبالتالي موت مفهوم التطوير.

فمن ذكريات الطفولة أنه في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك نهاية كل فصل دراسي، أما الحياة فتختبرك ثم تلقنك الدرس الذي لن تنساه ما حييت، فإننا لن نستطيع حل المشاكل المستعصية بنفس العقلية التي أوجدتها، فالجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة وفقاً لما قاله ألبرت أينشتاين.

ومن المعروف أن تبني سلوك جديد أو عادة جديدة تحتاج إلى مدة زمنية ليست بالقصيرة للوصول إلى ممارسة سلوك جديد ونبذ السلوك القديم، وبالتالي اكتساب ثقة بقدراتنا على وضع الأهداف ورسم طريقها وتحقيقها بنسب كبيرة في نهاية المطاف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار