الجماهير || عتاب ضويحي
أقامت مديرية ثقافة حلب دائرة التراث بالتعاون مع جمعية العاديات معرضاً للحرف اليدوية التراثية بعنوان “تراثي هويتي”، وذلك في صالة السبيل يوم أمس.
ويضم المعرض مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية القديمة كالنول، والموزاييك، والرسم على الزجاج، وصناعة البسط والسجاد، الحلي والإكسسوار، الأشغال اليدوية النسوية، المكرمة، الطعام والمشروبات، السيراميك، العطور والهباري.
وأوضح جابر الساجور مدير الثقافة أن وزارة الثقافة تسعى للحفاظ على الحرف اليدوية واستمرار عملها، وتقدم عبر مديرياتها يد العون لأصحاب الحرف من خلال إقامة المعارض المحلية والخارجية، اقتناء أعمال الحرفيين،و منح التراخيص،و تقديم الاستشارات التراثية بهدف استمرارها وحمايتها من الاندثار أو النسيان في زمن العولمة.
وفي سياق متصل أشار المهندس خير الدين الرفاعي رئيس جمعية العاديات ورئيس لجنة التراث المركزية في نقابة المهندسين إلى أن المعرض يركز على الحرف التقليدية كونها جزءا من التراث اللامادي والهوية يجب الاهتمام بها والحفاظ عليها والاستعانة بخبراء ليطوروا ويصلحوا التراث المنكوب ، وتأتي أهمية هذه المعارض لتعريف جيل الشباب بالتراث العريق، ولفت الرفاعي إلى ضرورة عدم تكرار ذات الحرفة بل لابد من الابتكار فيها وإحداث تغيير بما يتناسب مع الذوق العالي وتخفيض الأسعار.
وأوضحت الدكتورة منى تاجو مشرفة المعرض قائلة: من خلال المعارض التراثية نعمل على إحياء التراث لأنه يمثلنا ويدلل على أصالتنا وهويتنا، الحرف المتنوعة المشاركة منها ماهو قديم تراثي ومنها مايحمل روح العصر، نتمنى استمرار معارض كهذه لأنها تحرض على الإنتاج وتساهم في إعادة بناء الوطن وتحافظ على هويتنا.
كما التقت الجماهير بعدد من أصحاب الحرف والبداية مع الحرفي حسن مصطفى محس صاحب مهنة صناعة الهباري وهي تراثية فلكلورية آيلة للانقراض والوحيدة في الشرق الأوسط حسبما أوضح، وتعتمد على الحرير الطبيعي من دودة القز، ويستخدم في صناعة الهباري بعد معالجته وترتيبه وصبغه وطبعه بطبعات ونقشات خاصة بكل منطقة، وأشار إلى أن التسويق فقط للأرياف ولبعض الدول العربية لاسيما العراق لكن بكميات محدودة، ويعود السبب للتكلفة العالية إذ يتراوح سعر القطعة بين 40 إلى 70 ألف ليرة.
وعن مهنة النول اليدوي قال محمد إسماعيل خصيم: إنه تعلمها على يد والده الذي مايزال يمتهنها، المهنة قديمة لكن مازال الطلب عليها يتزايد، إذ دخلت في الأثاث والديكور والزينة، وتضم سجادا وبسطا وخيما وزينة جدران وغيرها، وتم تطوير المهنة من خلال استخدام الخيط الصناعي بعد أن كان يغزل يدوياً من الصوف، وزيادة حجم القطعة المشغولة باستعمال النول الصناعي لكن يبقى ليس بجودة النول اليدوي القديم.
فيما تصنع لينا شوبك طالبة دبلوم تأهيل تربوي سلالها وصناديقها بدقة عالية من مادة القش والبلاستيك رغم أنها كفيفة، وباللمس تعرف موطن الخلل والفراغ في القطعة المصنوعة حسبما ذكرت، تساعدها خبرتها التي اكتسبتها، فمذ كان عمرها عشرة أعوام وهي تمارس مهنتها وقد عملت على تطويرها وشاركت في أكثر من معرض، وكغيرها من المهن تعاني من ضعف التسويق إضافة لحاجتها إلى “محرك هوائي” لخرز البلاستيك على الحديد، وارتفاع ثمن القش الذي يصل ل80 ألف ليرة للكيلو الواحد.
ويعمل جورج منيل بحرفة الموزاييك على الخشب والجلديات، وبين أنها مهنة صعبة بعض الشيء لأن كل مرحلة عمل تتطلب ورشة خاصة، ولأنها مادة نادرة وغالية يجب الحفاظ عليها وتطويرها من خلال توسيع مجال استخدامها بحيث تغطي كل النواحي الخدمية اليومية، ونحن كشباب يجب الحفاظ عليها لأنها إرث الأجداد للأجيال القادمة.
أما سميرة مسطو فاتخذت من صناعة المكرمة مهنة لها دفعها حبها بها لتطوير الأشكال والموديلات، وعن مهنتها قالت: أعتمد على الخيط والأعواد الخشبية وهي كالسهل الممتنع كل مافيها عقد وربط لكنها تحتاج لدقة وإتقان، ومايزال تسويقها ضعيف لأنها غير معروفة كقطع للديكور والاستخدامات المختلفة.
وتحول سما إدلبي قطعة قماش باستخدام الإبرة والخبط إلى لوحة فنية عالية الدقة متعددة ومتناسقة الألوان ، ولم يقتصر شغفها بحرفتها الإيتامين د التي تعلمتها من أمها في اللوحات فقط، بل تعداها إلى الصناديق والميداليات وقطع الديكور وغيرها، أما التسويق فيكون حسب الطلب لأن الخيط لا يتوفر بدرجاته المختلفة دائماً ما يضطرها لطلبه من الخارج كذلك تستغرق بعض القطع لوقت طويل من العمل لإنجازها.
تصوير – هايك أورفليان
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام https://t.me/jamaheer