تطور الجماليات التاريخية في الصراع العالمي

الجماهير – إبراهيم داود

البروفيسور السوري نديم سراج الدين الذي يعيش في ألمانيا منذ منتصف القرن الماضي، له عدة نظريات في العلوم الإنسانية، ويعمل جاهداً في المغترب من أجل وطنه الأم سورية في الأمم المتحدة، وقد أثنى عليه الدكتور بشار الجعفري سفير سورية الدائم في الأمم المتحدة، إذ كتب عنه (يشهد الدكتور بشار الجعفري المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أن المواطن السوري الدكتور نديم سراج الدين المقيم في جمهورية ألمانيا الاتحادية، هو من المغتربين السوريين الناشطين علمياً وثقافياً، وله حضوره المميز على صعيد الأمم المتحدة من خلال العديد من المحاضرات والدراسات التي يقدمها عبر – النادي العربي في الأمم المتحدة – في مجالات أبرزها السياسة والفلسفة والفن والطب والعلوم …
إن مساهمات الدكتور سراج الدين هذه تبرز الدور الكبير لأبناء الجاليات العربية السورية في مختلف أنحاء العالم وتؤكد أنهم سيكونون دوماً جسرا للتواصل بين الوطن الأم الجمهورية العربية السورية وبين العالم..
لقد ألقى محاضرة تعلقت بعلم الجمال التاريخي والذي سعى لتحطيمه السياسات الإرهابية العالمية بعكس المنطق والأخلاق الذي ينتمي إلى عالم الفلسفة العملية وعلم الجمال يعني الحساسية في الإدراك وهو خارج عالم العلاقات اليومية والجمال التاريخي هو العلاقة الديناميكية بين الأفراد أو الأفعال والقيم العالمية الإنسانية (الجميلة – الحقيقة – الصالح ) .

الحقيقة الجميلة والصالحة ضمن الجماليات التاريخية الفلسفية وبالتالي يمس عالم الأخلاق من خلال ادعائها الأخلاقي على وجه التحديد، فهو يدور حول الإدراك الحسي لإشارات متعددة في روح العصر، وكلما زادت القيمة الجمالية في التسلسل الهرمي للقيم العالمية زادت أهمية القرار التي يبنى عليها وصولاً إلى الأهمية التاريخية كما هي الحال في أخلاقيات العالم، فإن جماليات العالم هي مقياس للحضارة وانتهاكها انتهاك القيم الثقافية العالمية. وفي أمثلة للجماليات العالمية تدمر في سورية ومنحوتات بوذا في أفغانستان . ونرى انتهاك القيم الثقافية والجمالية في تدمر القديمة الأثرية في سورية انتهاك للقيم الجمالية التاريخية والتي تعتبر نوعا من الجمالية العالمية والتي توحد المثقفين عبر الحدود وهي سياسة تخريبية للجمال .

ويأتي الجمال المتمثل بالحقيقة مع الصفات المثالية في سياق الفلسفة التطبيقية لتحقيق قيم من مثل ( جميل – صحيح – خير ) وتوطين علم الجمال في التسلسل الهرمي للفلسفة بوجود جماليات في أعلى الهرم ( كما في الشكل 1 ) المنطق والأخلاق وبعدها الأخلاقيات الفوقية ويتم التعبير عن أمراض الإدراك في التخدير (عدم الإحساس) وفي مكافحة الجماليات في تدمير عدواني للرموز والقيم (الأيقونات) والفرق بين الجمال والجمال في تمييز وجودة الحالة والكمال والمثالية والهدف (النموذج) في العاطفة المطلقة، العاطفة المعاكسة كإشارات الدخان السيئ عند الهنود الحمر الأمريكيين، ونشاهد عمل نفرتيتي المعبر عن الجمال النقي ونرى علم الإكسولوجيا (نظرية القيم) كأساس والتوجه للحالات الجمالية المتعاكسة بين المعيشة والجمال الحقيقي الجديد، وإذا أخذنا الجماليات كتفاعل بين الاعتراف والخبرة نرى حركة الإدراك إلى الإدراك اللاعقلاني.

فالسريالية بالشكل المنطقي العاطفي تتنافر مع الواقعية، بينما الجمالية تتقاطع مع المنطق في الأخلاق، وتتنافر بفقدان الوعي والحدس. ولو أخذنا من نظام الجماليات التاريخية فالإنسان وعمله يتفرع إلى الجمال والحقيقة والخير.
وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض من الإحساس والعلاقة بين التحفيز والتفاعل كأساس للجماليات، فالتحفيز المحدد يأتي من العين المتمثلة بالنور والإذن بالصوت والفضاء بالحدود والوقت بالتغيير والضمير بالعلم وعلم الجمال في القوة والحكمة .
وطرق الإدراك في علم الجمال يعني استجابة التحفيز والإحساس والانسجام .

وتكون مكافحة الجماليات هي تراجع القيم والتدمير كتدمير بوذا في أفغانستان عام2001 وتدمر وآثارها بسورية عام 2016 وتدمير الكنائس في معلولا بسورية عام 2014 وفي النتيجة نلاحظ تطورا خاطئا في حوار الثقافات إلى صراع الحضارات والحرب ضد التراث الثقافي، وبالتالي تحطيم الجمال، ومن واجبنا حفظ قيم الحضارات البشرية وكذلك قيم الطبيعة لأن القيمة العالمية للجمال تكمن في توحد مجتمعات العالم للخير .
رقم العدد ١٦١٢٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار