السرد العجائبي في القصة القصيرة والرواية ضمن فعاليات مهرجان” شكيب الجابري “

 

الجماهير – أسماء خيرو

برعاية وزارة الثقافة وضمن استمرار فعاليات مهرجان شكيب الجابري ” دورة صباح محيي الدين ” أقامت مديرية الثقافة في حلب محاضرة بعنوان “النزعة العجائبية في السرد الروائي ” شارك فيها كل من الأدباء ، د أحمد زياد محبك ، محمد جمعة حمادة ، ونذير جعفر ، وذلك في دار الكتب الوطنية فيما قدم وأدار المحاضرة معاون مدير الثقافة أحمد محسن.
المحاضرة أضاءت في مجملها على ثلاثة محاور حول النزعة العجائية في القصة القصيرة والرواية عند العديد من الكتاب والأدباء وهم ( صنع الله إبراهيم ، عبدالله عبد – نجيب محفوظ – فواز حداد – محمد أبومعتوق – فيصل خرتش – تودوروف – فاروق مرعشي – وليد إخلاصي – فواز حداد ) .
المحور الأول قدمه د. محبك عرف فيه مفهوم العجائبية عند الكاتب تودوروف الذي وضع أصولها ومفهوماتها فقال : العجائبية ظاهرة أدبية قديمة قدم الإنسان وهي نزعة إنسانية ووسيلة تعبيرية موجودة في الأدب الإنساني لدى الشعوب كافة في الملاحم والأساطير وقصص ألف ليلة وليلة ، ويعد تودوروف أول من وضع لها شروطا وصاغ لها نظرية في كتابه ” مدخل إلى الرواية العجائبية ” إذ أنه يعطي للنص استقلاليته ويرى النص بنية لغوية قيمتها ومرجعيتها في داخلها وليس خارجها .
مبينا أن الفعل المعجز أو العجائبي هو وقوع حدث خارق للطبيعة كتحول إنسان لحيوان أو بالعكس ، فاذا فسر القارئ هذا الفعل المعجز تفسيراً اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً فقدت القصة عجائبيتها، فللقارئ دور مهم في فهم القصة.


بدوره الأديب محمد جمعة حمادة تناول في المحور الثاني معنى السرد الروائي والتجديد السردي وتطوره عبر الزمن إذ قال : السرد هو الطريق التي يختارها الراوي ليقدم بها الحدث إلى المتلقي وهو تلخيص الأحداث والأوصاف والأقوال وابتكار ماهو عجيب وغير مألوف ، والتلوين العجائبي يكون من تأليف الروائيين إما رغبة في التجريب، والتنويع كما هو في روايات نجيب محفوظ والطاهر وتار ، وإما خطاباً فردياً لرؤية العالم ورسمه بالتحولات كما في روايات ( سليم بركات، بن سالم حبيش )، فتقنيات السرد تطورت منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، والسرد العجائبي تطور عبر الزمن بما يناسب التغيرات التي طرأت على العالم اعتماداً على تقنيات ( المسخ – والتحول – والسخرية – والمرئي – واللامرئي والحلم – والهذيان والوهم ) مشيراً إلى أن الروائي عندما يوظف العجائبية في عمله إنما يوظفها عن قصد بغية التجديد وتأكيد فوضوية عالمه المعاش ورغبته الشديدة في تحطيم الواقع ، موضحاً ذلك بقراءة الأمثلة عن السرد العجائبي في قصص كل من ( فواز حداد – محمد أبو معتوق – فيصل خرتش – صنع الله إبراهيم – وليد إخلاصي – والطاهر وتار ) ..
فيما تناول الكاتب جعفر في المحور الثالث مفهوم العجائبية ودلالاته بين النظرية والتطبيق في مجموعة من النصوص السردية لوليد إخلاصي ، وفاروق مرعشي، ومحمد أبو معتوق، فعرف بداية مفهوم “الفنتازيا “ثم تطرق إلى وظائف السرد العجائبي البرغماتية، والتركيبية، مبينا أن التناص في السرد العجائبي، يعني استلهام الموروث السردي من قصص خيالية، وحكايات شعبية، وكرامات صوفية، وأمثولات رمزية ، وشخصيات تاريخية، وتوظيفها بأشكال مختلفة في الخطاب القصصي العجائبي المعاصر ، على خلفية المفارقة، والمعارضة بوصف الخطاب العجائبي تعبيراً فنياً عن رؤيتهم للعالم ومخرجاً لقول مايرغبون بعيداً عن سلطة الرقابة .
هذا وقد تخلل المحاضرة التي حضرها عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي عدد من المداخلات ..
ت : هايك أورفليان
رقم العدد 16153

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار