القِمَّة السورية ـ الروسية…تعاون لمصلحة البلدين ورسم خريطة توازنات جديدة 

بقلم : محمد الشيخ..

في السياسة هناك قاعدة شهيرة تقول بأنه لا يوجد عدوٌّ أو صديق دائم ، بل تُبنى العلاقات على أساس المصالح الحيوية للدول والشعوب ، لا العواطف والانفعالات ،  وردود الأفعال التي تكون أحياناً متشنِّجة ومتسرِّعة تؤدي إلى نتائج وعواقب سلبية،وربما كارثية.

من هذا المنطلق يتم النظر الى العلاقة  التي يجب أن تكون بين سورية وروسيا ، والزيارة التاريخية للسيد الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لا شك أن ذاكرة ملايين السوريين لا يمكن أن تنسى بسهولة دور روسيا في سورية سياسيًّا وعسكريًّا قبل وبعد تدخلها العسكري، ومساهمتها في تثبيت النظام البائد ، وتأخير سقوطه لسنوات ، وقتل آلاف السوريين ، وتشريد وتهجير الملايين داخل وخارج القطر ، وتدمير وسرقة المنازل والممتلكات والمرافق الحيوية في أماكن عديدة.

لكن ومع إطلاق شرارة حرب التحرير التي تكللت بالنجاح بإسقاط النظام خلال زمن قياسي ، لُوحِظ التحوُّل والتغيُّر في الدور الروسي بعدم الانخراط بشراسة في الحرب دفاعاً عن النظام كما كان يحدث سابقاً ، الأمر الذي عجّل في تحقيق النصر ، وحقن دماء الآلاف ، وحال دون وقوع أضرار مادية فادحة.

كما تابعت روسيا بانتهاج مبدأ الواقعية السياسية ، وإرسال رسائل  إيجابية متكررةـ سواء بالتصريحات أو زيارة وفودها ـ للدولة السورية الجديدة  ؛من خلال الاعتراف بوجودها ، والرغبة في التعاون معها لإرساء دعائمها ، ومناقشة مختلف المسائل على أساس المصالح العليا المشتركة للبلدين.

إن طيَّ صفحة الماضي المؤلم والأليم ، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين استناداً إلى الاحترام المتبادل والسيادة  يحقق مكاسب كبيرة لكليهما، هما في أمسِّ الحاجة لها؛ سياسية، عسكرية ، أمنية ، اقتصادية ، ….الخ.

روسيا كقوة عظمى ، وعضو دائم في مجلس الأمن ، ولاعب رئيسي على الساحة الدولية تحرص على استمرار نفوذها في البحر المتوسط من خلال وجودها العسكري في الساحل السوري ، وسورية الخارجة للتوّ من حرب مُدمِّرة ، تعطي أولوية قصوى لتثبيت أركان الدولة ، ونشر الأمن والاستقرار ، وبناء علاقات متوازنة مع الدول ، وطمأنة دول الجوار وسواها بأنها لن تكون مصدر تهديد أو أذى لأحد ، وستعكف على  لملمة جراحها العميقة وبناء نفسها من جديد ،   وإحباط محاولات شرذمتها وتفتيتها تحت مسميات وشعارات زائفة، ومنع ووضع حدٍّ للتدخلات الخارجية السلبية في شؤونها ، وللتهديدات والاستفزازت والاعتداءات المتكررة التي تزعزع الاستقرار ، وتعرقل دوران عجلة التنمية والتعافي وإعادة الإعمار ، وتأسيس قدرات عسكرية للدفاع عن سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها الوطني في وجه الطامعين والمتربصين وأعوانهم وأدواتهم هنا وهناك.

إن إقامة علاقات استراتيجية من التعاون والتنسيق عالي المستوى في شتى الميادين بين دمشق وموسكو  يصبُّ في مصلحة البلدين والشعبين ، ويسهم في إرساء الاستقرار بما يخدم الأمن الاقليمي والعالمي في ظل تشابك وتعقيد الملفات وتداخل وتصادم المصالح بين عدة دول.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
عندما تسخر السلطة من الشعب… سقوط الأسد وانكشاف الواقع وزارة الدفاع: استقبل رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان في دمشق رئيس أركان الجيش التركي سلج... مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر: زيارة وفد من مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر للمعرض العسكري للثورة السورية... رئاسة الجمهورية: التقى السيّد الرئيس أحمد_الشرع في العاصمة القطرية الدوحة بوفدٍ من غرفة تجارة وصناعة... معرض فني يحتفي بيوم النصر والتحرير كـ"وثيقة بصرية" تروي رحلة من الألم إلى الأمل رئاسة الجمهورية: التقى السيد الرئيس #أحمد_الشرع بالسيد رياض حجاب، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة على... مدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين محمد يعقوب العمر لـ سانا: رئاسة الجمهورية : حضر السيّد الرئيس #أحمد_الشرع  بطولة العالم للخيل العربية (السوبريم) في الدوحة، بر... إطلاق مرحلة استثمارية جديدة في حلب.. إعفاءات ضريبية وتسهيلات لمشاريع متنوعة السيد الرئيس أحمد الشرع يصدر المرسوم القاضي بتعيين وحيد محمد ماجد عبيد معاوناً لوزير الأشغال العامة ...