الجماهير – سهى درويش
صياغة منظومة اقتصادية وقائية مطلب أساسي في عملية إدارة الأزمات من خلال إدارة فاعلة قادرة على تفادي العثرات و ابتكار الحلول وتدريب العاملين عليها ببرامج توعوية وقائية وعلاجية تجمع بين مقومات الفن والعلم، فهي من جهة اجتهادات ومواقف وردود فعل تجاه أزمة معينة بهدف احتوائها، ومن جهة ثانية تستلزم قواعد معلومات لتجاوز سلبيات الروتين الإداري وغيره؛ وتستطيع بلورة حلول ناجعة تحول دون خروج الأمور عن نطاق السيطرة.
فإدارة الأزمة في واقع الحروب تقوم على التخطيط و الإحاطة بالأسباب الداخلية والخارجية، وتحديد الأطراف الفاعلة والمؤثرة فيها، ومعرفة الاحتياجات والمتطلبات وتوفيرها ضمن المتاح و بما يحقق الأهداف.
وهذا ما افتقدناه خلال سنوات الحرب على سورية ، حيث لم تتمكن الفرق الاقتصادية من التعامل مع الأزمة ضمن ظروف المتاح ،واجتهاداتها تجريبية وعلى سبيل الذكر أداء وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في مجال توفير الخدمة التي يجب أن تتناسب وواقع المواطن اليومي، وإيجاد حل لمشكلة رغيف الخبز وغيرها من الاحتياجات الاستهلاكية ، حيث المستهلك هو المتضرر الأكبر والذي يشكو من تداعيات الأزمة وانعكاساتها على واقعه المعيشي، خاصة مع عدم تناسب دخله مع الأسعار،واضطراره لقبول السلع على انخفاض جودتها وجنون أسعارها وتراجع القوة الشرائية لديه مما أثر سلباً على القطاعات الإنتاجية .
وبطبيعة الحال فعملية إدارة الأزمة تختلف عن الإدارة بالأزمات، مما يتطلب إحداث تغيير يتناسب مع الواقع المفروض وهنا تكمن قدرات المعنيين لتحويل الأزمات وما تحمله من مخاطر الى استثمار للفرص يمكن الاستفادة منها وايجاد الحلول السديدة.
فهل ستشهد يوماً إدارة اقتصادية قادرة على تجاوز الأزمات بدلا ًمن تفعيلها؟!.
رقم العدد ١٦١٨٤