محمود جنيد
لدى مروري بمحاذاتها مسترقا نظرة عابرة على حالها ضمن الموقع العام للمدينة الرياضية، دعتني سيدة مسنة تتناول مع حفيدتها وجبة غذائية عبارة ( كبسة)مقدمة من قبل إحدى المبادرات، لمشاركتها الطعام معقبة: “خير الله كتير ولازم نتشارك اللقمة والهدمة والمأوى في ظروفنا الصعبة، أزمة وبتعدي متل مامرت الحـ.ـرب علينا واللي إلو عمر ما بتقتلو شدة ” ..
سألتها عن ظروفها واحتياجاتها، فقالت بأنها فقط تتمنى أن تزف لها البشرى بأن بيت ابنها الذي تعيش معه غير ٱيل للسقوط، و تعود وغيرها من الأهالي إلى منازلهم، ويجد البقية الملاذ الدائم تعويضا عن الأضرار التي لحقت بمنازلهم جراء الزلزال..
كلام تلك السيدة ينسحب عليه كثير من حديث أشخاص، التقيناهم في مراكز الإيواء، أو في منازل تضم عدد من الأسر، أكدوا بأنهم لا يكترثون للطعام والشراب، وأقصى امانيهم أن يعرفوا مصير من تضررت منازلهم،وإمكانية العودة إليها من عدمها لمتابعة حياتهم بشكل طبيعي، أو تعويضهم بمساكن أخرى، ومتى وأين وكيف؟!
وفي سياق مسألة تأمين النازحين من منازلهم التي لم تعد ٱمنة، علمنا عن مبادرة عدد من أصحاب المكاتب العقارية، حدثنا عنها (أبو محمد) وهو معلم متقاعد يعمل في هذا المجال، لجمع مبالغ نقدية تم تخصيصها، لاستئجار بيوت للمتضررين، مع اتصالات تردهم من قبل أصحاب بيوت خالية عرضوها لتأمين العائلات المنكوبة، لكن تلك المساعدة الإنسانية ومثيلاتها وموازياتها على أهميتها وأبعادها فهي غير حاسمة لحل مشكلة السكن.
وأمام ماسبق ذكره نؤكد على أولوية كنا قد سلطنا الضوء عليها قبل وبعد كارثة الزلزال، وهي الأبنية الٱيلة للسقوط، ومصير القاطنين فيها حتى الٱن على علم أو دونه، والنازحين عنها، أو الذين تهدمت أو أزيلت أبنيتهم، والخطوات العاجلة والخطط الاستراتيجية ولن نقول الإسعافية لتأمينهم؟