التسابق إلى فعل الخير

بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة

 

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لا يذهب العُرْفُ بين اللهِ والناسِ

 

ونحن في أواخر أيام شهر شعبان الـمُكرّم ونستعدُّ لقدوم شهر رمضان المبارك ولا زال الناس في وطننا يعيشون آثار كارثة الزلزال على كافة الأصعدة ولا زال أصحاب الضمير الحي يبذلون ما استطاعوا من فعل الخير، ذلك الفعل الذي حضت سائر الديانات بما فيها الإسلام عليه.

 

وإذا تأملنا البيان القرآني نجد أن الله تعالى يأمر بالتسابق في فعل الخير رغم اختلاف مناهج البشر فيقول: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}[المائدة: 48] .

فعلى الإنسان أن يسعى دائماً لفعل الخير ينفع به الناس ويدفع عنهم الضرر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل). رواه مسلم.

وبالمقابل فإن مَنْع الخير دناءة وخزي في الدنيا والآخرة، ولقد قال بعض الحكماء : “أعظم المصائب أن تقدر على المعروف ثم لا تصنعه.”

أذكر أني قرأتُ قولاً لفيلسوف الصين كونفوشيوس يمنحُ لهذه الحالة الإنسانية حَلاً حين قال: (بدلاً من أن تلعنَ الظلمةَ التي تجلس بها أوقد شمعةً وأنرْ مجلسك).

لذلك كان لزاماً على كلّ من يقدر على فعل المعروف أن يعجل به خشيةَ فواته، ويبادر به في حال مقدرته قبل أن يكون عاجزاً عن فعله. ولا يُضيع الوقت في التذمر من واقعه بل يسعى في التحسين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

لنكن ممن يُقدم على فعل الخيرات في كل أوقاتنا بل لنعتاد على فعل الخيرات وذلك عبر تكراره حتى يصبح هذا الفعل جزء من حياتنا.

 

فلا يمكن أن نتصوّر مجتمعاً إنسانياً يخلو من فاعلي الخير، وإن لم يَظْهروا ولم يُعرفوا فهم البناةُ الحقيقيون للمجتمع، منهم يكتسب استمراريته، وبهم يصلح أمره، وعلى كواهلهم ترتفعُ حضارته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار