أحكام الأضاحي

بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة

وعند أُضحيتي أرجوكَ يا أملي

أعتِق بها عُنُقي من ذلةِ النارِ

خوفي عظيمٌ ولكنَّ الرجاء نما

إلى رضاكَ وزالت كلُّ أكداري

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تتكاثر التساؤلات حول أحكام الأضحية، ويمكن أن نجمل الحديث عنها فنقول: إن ذبح الأضحية في عيد الأضحى شعيرة إسلامية عظيمة، وقد تضافرت الأدلة من القرآن والسنة على شرعيتها .

والأضحية قُربةٌ إلى الله تعالى فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة والتابعين ولا يزال الناس يضحون في كل العصور اللاحقة إلى زماننا، ونحن مأمورون بالاتباع. وقد وصفها بعض الفقهاء بكونها واجبة  وقال آخرون بأنها سنة مؤكدة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاث كتبت عليّ وهن لكم تطوع؛ الوتر، والنحر، وركعتا الفجر.) رواه الدارقطني.

ويُسن للمُضحي أن لا يقص شعره أو ظفره من دخول العشر الأوائل من ذي الحجة كما ورد في الحديث الشريف ( إذا دخل العشر – أي العشر الأوائل من ذي الحجة – وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي ) رواه مسلم

وينبغي في الأضحية من الغنم أن تكون قد أكملت ستة أشهر ودخلت في السابع، ومن البقر ما كمل له سنتان، ودخل في الثالثة، ومن الإبل ما كمل له خمس سنين، ودخل في السادسة، ويستحب أن تكون الأضحية سمينة، عظيمة، حسنة، لقوله صلى الله عليه وسلّم: عظّموا ضحاياكم فإنها على الصراطِ مطاياكم) رواه الديلمي.

ويجب أن تكون خالية من العيوب التي تؤثر في وفرة لحمها، وجودته، ولهذا فلا يجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء، أو المريضة التي لايُرجى برؤها، أو العجفاء المهزولة، أو العضباء التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها، لما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: (أربع لا يجوز في الأضاحي : العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى. ) رواه الترمذي

ووقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد لما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن أول نسكنا في يومنا هذا، أن نبدأ بالصلاة، ثم نرجع، فننحر، فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك، فإنما هو شيء عجله لأهله ليس من النسك في شيء) رواه البخاري.  فمن ذبح قبل الصلاة لم تجزئها الأضحية، ولزمه بدلها، وأما آخر وقت للأضحية فهو قبل غروب شمس آخر أيام العيد لقوله صلى الله عليه وسلم: (كل أيام التشريق ذبح) رواه ابن ماجه

ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للسيد فاطمة الزهراء رضوان الله وسلامه عليها: (احضري أضحيتك، يغفر لك بأول قطر من دمها) رواه البيهقي في سننه.

ويستحب أن يقول المضحي عند الذبح: (بسم الله والله أكبر) (اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني).

ويستحب للغني غير المحتاج أن يأكل لقيمات من أضحيته ويوزع سائرها، فإن لم يكن من أولئك فيستحب أن يقسم الأضحية على ثلاثة أقسام ثلث للمضحي وأهل بيته، وثلث يهديه للفقراء من جيرانه وأقاربه، وثلث يتصدق به، لقول الحق سبحانه: (فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر)(الحج:36)؛ والقانع هوالسائل والمعتر هو الذي يعتري الناس، أي يتعرض لهم ليطعموه،

وليس للمضحي أن يعطي الجزار شيئًا من الأضحية كأجرة له على عمله، ولكن إذا دفع إليه شيئًا منه لفقره أو على سبيل الهدية فلا بأس، فقد روى عن سيدنا علي رضي الله عنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنة، وأن أقسم جلودها وجلالها، وأن لا أعطي الجازر شيئًا منها، وقال: نحن نعطيه من عندنا) رواه أبو داوود.

كما أنه لا يجوز للمضحي أن يبيع شيئًا من الأضحية لحمًا كان أوجلدًا أو غيرهما، وله أن ينتفع بجلدها وفضلاتها بلا خلاف.

وبعد فهذا مختصر عن أحكام الأضحية، نسأل الله أن يتقبل ممن سيضحي وكل عامٍ وجميع أبناء أمتنا بخير ورخاء وأمن وأمان..

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار